فعصاه) أي خالفه ولم يسمع قوله (وأسلم ثم) لما أيس منه من طريق الإسلام (قعد له بطريق الهجرة فقال) له (أتهاجر أتدع أرضك وسماءك) وتذهب في بلاد الغربة (فعصاه) وخالفه (وهاجر) فراراً لدينه (ثم) لما أيس منه من طريق الهجرة (قعد له بطريق الجهاد فقال) له (أتجاهد وهو) أي الجهاد (تلف النفس والمال فتقاتل) العدوّ (فتقتل فتنكح نساؤك ويقسم مالك فعصاه) ولم يسمع كلامه (وجاهد) رغماً عليه (قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فمن فعل ذلك فمات كان حقاً على الله أن يدخله الجنة).
قال العراقي: رواه النسائي من حديث سبرة بن أبي فاكه بإسناد صحيح.
٢٣٩٠ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - إن المؤمن ينضى شيطانه كما ينضى أحدكم بعيره في سفره).
رواه أحمد من حديث أبي هريرة وفيه ابن لهيعة قاله العراقي، قلت: ورواه كذلك ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان والحكيم الترمذي في نوادر الأصول.
٢٣٩١ - (وقال ابن مسعود) رضي الله عنه (خط لنا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يوماً خطاً وقال هذا سبيل الله) مستقيماً (ثم خط خطوطاً عن يمين) ذلك (الخط و) شماله ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إله ثم قال (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل) فتفرق بكم عن سبيله أي (لتلك الخطوط) التي عن يمينه وشماله (فبين - صلّى الله عليه وسلم - كثرة طرقه).
قال العراقي: رواه النسائي في الكبير والحاكم وقال صحيح الإسناد اهـ.
قلت: وكذلك أخرجه عبد بن حميد وأحمد والبزار وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه وسياقهم جميعاً كسياق المصنف وأخرج عبد الرزاق وابن جرير