نهاراً ثم قام فخطبنا فلم يترك شيئاً قبل قيام الساعة إلا أخبر به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه وجعل الناس يلتفتون إلى الشمس هل بقي منها شيء فقال ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه وروى الخطيب من حديث عبد الله بن عمر وما بقي لأمتي من الدنيا إلا كمقدار الشمس إذا صليت العصر.
قال ابن السبكي:(٦/ ٣٨٢) لم أجد له إسناداً.
٣٩٢٤ - (وقال - صلّى الله عليه وسلم - مثل الدنيا كثوب شق من أوّله إلى آخره فبقي متعلقاً بخيط فى آخره فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع).
قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل من حديث أنس ولا يصح أهـ.
قلت: ورواه أيضاً البيهقي في الشعب وفي مسنده يحيى بن سعيد العطار ضعفه ابن عدي ورواه أيضاً أبو نعيم في الحلية من حديث أبان عن أنس بلفظ مثل هذه الدنيا من الآخرة مثل ثوب والباقي سواء وقال غريب لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم بن أبي الأشعث وأبان بن أبي عياش لم تثبت صحبته لأنس كان لهجاً بالعبادة والحديث ليس من شأنه.
٣٩٢٥ - قال جابر رضي الله عنه:(كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إذا خطب فذكر الساعة رفع صوته واحمرت وجنتاه كأنه منذر جيش يقول صبحتكم ومستكم بعثت أنا والساعة كهاتين وقرن بين أصبعيه) شبه حاله في خطبته وإنذاره بقرب القيامة وتهالك الناس فيما يرديهم بحال من ينذر قومه عند غفلتهم بجيش قريب منهم يقصد الإحاطة بهم بغتة بحيث لا يفوته منهم أحد فكما أن المنذر يرفع صوته وتحمر عيناه ويشتد غضبه على تغافلهم فكذا حال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - عند الإنذار.