لله وإنا إليه راجعون مات رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وأما حديث ابن عباس فسيأتي ذكره قريباً وروى ابن أبي شيبة من حديث ابن عمر أن أبا بكر مر عمر وهو يقول ما مات رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ولا يموت حتى يقتل الله المنافقين قال وكانوا أظهروا الاستبشار ورفعوا رؤسهم فقال أيها الرجل إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قد مات ألم تسمع الله تعالى يقول إنك ميت وإنهم ميتون وقال وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ثم أتى المنبر الحديث.
٣٩٨٣ - وفي رواية أن أبا بكر رضي الله عنه:(لما بلغه الخبر دخل بيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وهو يصلي على النبي - صلّى الله عليه وسلم - وعيناه تهملان) أي تسيلان بالدموع (وغصصه ترتفع) جمع الغصة بالضم وهو ما يغص به الإنسان من طعام أو غيظ على التشبيه ومعنى ترتفع أي تكثر (كقطع الجرة) الجرة بكسر الجيم ما تخرجه الإبل من كروشها فتحسوه (وهو مع ذلك جلد العقل والمقال) أي ثابت العقل فيهما (فأكب عليه فكشف عن وجهه وقبل جبينه وخديه ومسح وجهه وجعل يكبر ويقول بأبي أنت وأمي ونفسي وأهلي طبت حياً وميتاً انقطع لموتك ما لم ينقطع لموت أحد من الأنبياء وهو النبوّة فعظمت عن الصفة وجللت عن البكاء وخصصت حتى صرت مسلاة) أي بحيث يتسلون بك (وعممت حتى صرنا فيك سواء ولولا أن موتك كان اختياراً منك) إذ خبرت بينه وبين الخلد (لجدنا لحزنك بالنفوس ولولا أنك نهيت عن البكاء لأنفدنا) أي أفنينا (عليك ماء الشؤن) أي مدامع العيون (فأما ما لا نستطيع نفيه عنا) أي لا نقدر على إزالته (فكمد وادكار محالفان) أي ملازمان (لا يبرحان اللهم فأبلغه عنا أذكرنا يا محمد صلّى الله عليك عند ربك ولنكن من بالك فلولا ما خلفت من السكينة لم يقم أحد لما خلفت في الوحشة اللهم أبلغ نبيك عنا واخلفه فينا) فكشف الثوب عن وجهه الحديث إلخ انتهى.