أراد ابن رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشام أتاه المسلمون يودعونه فبكى فقال والله ما بي حب الدنيا ولا ضنابة بكم ولكني سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية وإن منكم إلا واردها فقد علمت أني وارد النار ولا أدري كيف الصدر بعد الورود وروى ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وهناد معاً في الزهد وعبد بن حميد والحاكم والبيهقي في البعث عن قيس بن أبي حازم قال بكى عبد الله بن رواحة فقالت امرأته ما يبكيك قال إني أنبئت أني وارد النار ولم أنبأ أني صادر وروى ابن أبي شيبة عن الحسن قال كان أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إذا التقوا يقول الرجل لصاحبه هل أتاك أنك وارد فيقول نعم فيقول هل أتاك أنك خارج فيقول لا فيقول ففيم الضحك إذاً وروى ابن المبارك وهناد عن أبي ميسرة أنه أوى إلى فراشه فقال يا ليت أمي لم تلدني فقالت امرأته يا أبا ميسرة إن الله قد أحسن إليك هداك إلى الإسلام فقال أجل ولكن الله قد بين لنا أنا واردون النار ولم يبين أنا صادرون عنها وروى ابن المبارك عن الحسن قال قال رجل لأخيه يا أخي هل أتاك أنك وارد النار قال نعم قال فهل أتاك أنك خارج منها قال لا قال ففيم الضحك فما رؤي ضاحكاً حتى مات.
٣٩٧٠ - قال ابن مسعود رضي الله عنه:(دخلنا على رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - في بيت أُمنا عائشة رضي الله عنها حين دنا الفراق فنظر إلينا فدمعت عيناه - صلّى الله عليه وسلم - ثم قال مرحباً بكم حياكم الله آواكم الله نصركم الله أوصيكم بتقوى الله وأوصى بكم الله إني لكم منه نذير مبين أن لا تعلوا على الله في بلاده وعباده وقد دنا الأجل والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى وإلى جنة المأوى والكأس الأوفى فاقرؤا على أنفسكم وعلى من دخل في دينكم بعدي مني السلام ورحمة الله).
قال العراقي: رواه البزار وقال هذا الكلام قد روي عن مرة عن