قلت: أخرجه صاحب القوت بلا سند ولفظه المصنف إلا أنه قال فضلاً عن كتاب الخلق إذا رأوا مجالس الذكر تنادوا بعضهم بعضاً وفيه فيأتونهم حتى يجلسوا إليهم فيحفون بهم ويستمعون منهم والباقي سواء وأخرج البخاري من رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال الترمذي أو عن أبي سعيد الخدري وقال البخاري ورواه شعبة عن الأعمش ولم يرفعه ورواه سهل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً ورواه مسلم من هذا الوجه وليس في الصحيحين ولا عند الترمذي ما ذكره المصنف في آخر هذا الحديث وقد تقدم في الحديث الذي قبله حديث جابر ولفظه فاغدوا وروحوا في ذكر الله وذكروه بأنفسكم وأخرج البيهقي في الشعب وابن ماجه من حديث أبي هريرة بأتم من هذا بلفظ أن لله ملائكة سياحين في الأرض فضلاً عن كتاب الناس يطوفون في الكون يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي فيقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونكم فيقول هل رأوني فيقولون لا والله فيقول كيف لو رأوني فيقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيد وأكثر لك تسبيحاً فيقول فما يسألوني فيقولون يسألونك الجنة فيقول وهل رأوها فيقولون لا والله يارب ما رأوها فيقول كيف لو أنهم رأوها فيقولون لو أنهم رأوها لكانوا أشد بها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة قال مم يتعوّذون فيقولون من النار فيقول الله وهل رأوها فيقولون لا والله يا رب ما رأوها فيقول كيف لو رأوها فيقولون لو رأوها كانوا أشدّ منها فراراً وأشد لها مخافة فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم فيقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة فيقول هم القوم لا يشقى جليسهم كذا في الذيل للسيوطي وأخرجه السهروردي هكذا في عوارف المعارف من طريق الحافظ أبي نعيم من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأخرج البزار من رواية زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري عن أنس رفعه إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر الحديث.
[١٠٤ - (وقالوا لم يكن ذلك).]
أي القص (في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا في زمن أبي بكر وعمر رضي الله