٣٢٨٥ - (قال - صلّى الله عليه وسلم -) لله اللام لام الابتداء واسم الجلالة مبتدأ وخبره (أشد) أي أكثر (فرحا)(بتوبة عبده المؤمن)(من رجل نزل في أرض ذويه) أي مفازة (مهلكة) وهو مفعلة من الهلاك (معه راحلته) أي ناقته التي يرتحلها (عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه) على الأرض فنام نومة فاستيقظ) من نومه (وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى) طلع عليه النهار و (اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله تعالى قال) في نفسه (ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته).
قال العراقي: متفق عليه من حديث ابن مسعود وأنس ورواه مسلم من حديث نعمان بن بشير ومن حديث أبي هريرة مختصراً اهـ.
قلت: لفظ حديث ابن مسعود عن الشيخين لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش قال ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده عليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته ورواه أيضاً هكذا أحمد والترمذي وأما لفظ حديث أنس عندهما لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم إذا سقط على بعيره قد أضله بأرض فلاة هكذا روياه في التوبة وغيرها مختصراً ورواه مسلم والترمذي من حديث أبي هريرة هكذا ورواه الترمذي وابن ماجة بلفظ لله أفرح بتوبة أحدكم بضالته إذا وجدها قال الترمذي حسن صحيح غريب ولفظ حديث النعمان بن بشير للرب أفرح بتوبة أحدكم من رجل كان في فلاة من الأرض معه راحلته عليها زاده وماؤه فتوسد راحلته فنام فغلبته عيناه ثم قام وقد ذهبت الراحلة فصعد شرفاً فنظر فلم ير شيئاً ثم هبط فلم ير شيئاً فقال لأعودن إلى المكان الذي كنت فيه حتى أموت فيه فعاد فنام فغلبته عينه