كما ترى وهو الصواب وقد ميز بينهما كذلك الرافعي وأما العراقي فذكر الحديث الأول وعزاه إلى ابن عمر فلم يصب ولذلك لم أتبعه والله أعلم.
قال ابن السبكي:(٦/ ٢٩٢) لم أجد له إسناداً.
٣٠٣ - توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً وقال من زاد فقد ظلم وأساء.
قال العراقي: أخرجه أبو داود والنسائي واللفظ له وابن ماجه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده اهـ.
قلت: لفظ أبي داود أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله كيف الطهور فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثاً ثم غسل وجهه ثلاثاً ثم غسل ذراعيه ثلاثاً ثم مسح برأسه أدخل أصبعيه السبابتين باطن أذنيه ثم غسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً ثم قال هكذا الوضوء فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم أو ظلم وأساء وأخرجه النسائي وابن ماجه وفي لفظ ابن ماجه فقد تعدى وظلم وللنسائي أساء وتعدى وظلم والاحتجاج بهذا الإسناد صحيح فإن المراد بجد عمرو عند الإطلاق أبو أبيه وهو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
[٣٠٤ - قال - صلى الله عليه وسلم - سيكون قوم من هذه الأمة يعتدون في الدعاء والطهور).]
قال العراقي: أخرجه أبو داود وابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن مغفل اهـ.
قلت: أخرجه أبو داود من طريق أبي نعامة واسمه قيس بن عباية أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا أدخلتها فقال أي بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول أنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء وأخرجه ابن ماجه مقتصراً منه على الدعاء وبمثل رواية ابن ماجة أخرجه أحمد عن سعد ويعتدون أي يتجاوزون وهذا هو معنى الإسراف.