وقال روى عن مالك ما لم يحدث به مالك قط لا يحل ذكر حديثه ولا الرواية عنه في الكتب إلاَّ على سبيل الاعتبار
قال العراقي: روى له أبو داود في سننه وقال أحاديثه مستقيمة وذكره ابن يونس في تاريخ مصر وقال إنه أحد الثقات الأثبات ومع ذلك فالحديث باطل ولعل الآفة فيه من الراوي عن ابن غانم وهو عثمان بن محمد بن خشيش القيرواني قاله الذهبي في الميزان وأما حديث أبي رافع فرواه ابن عساكر في معجمه والديلمي في مسند الفردوس من رواية محمد بن عبد الملك الكوفي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه عن رافع بن أبي رافع عن أبيه قال قال رسول - صلى الله عليه وسلم - الشيخ في أهله كالنبي في قومه ومحمد بن عبد الملك يعرف بالقناطري كذاب وفي الميزان حديث باطل اهـ قلت وحديث أبي رافع هذا أخرجه أيضاً الخليلي في مشيخته وابن النجار في تاريخه كلاهما من حديث أحمد بن يعقوب القرشي الجرجاني عن القناطري وقال ابن حبان هو موضوع وقال الزركشي ليس هو من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي اللسان قال الخليلي هو موضوع وأما حديث ابن عمر فأخرجه أيضاً الشيرازي في الألقاب ولفظه الشيخ في بيته كالنبي في قومه هذا حال الحديث من جهة رواته قد حكم عليه بالوضع ولكن معناه صحيح يؤيد قوله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وقوله - صلى الله عليه وسلم - العلماء ورثة الأنبياء وغير ذلك.
٢١٨ - وقال - صلى الله عليه وسلم - يا أيها الناس اعقلوا عن ربكم وتواصوا بالعقل تعرفوا ما أمرتم به وما نهيتم عنه واعلموا أنه ينجدكم عند ربكم واعلموا أن العاقل من أطاع الله وإن كان دميم المنظر حقير الخطر دنيء المنزلة رث الهيئة وأن الجاهل من عصى الله تعالى وإن كان جميل المنظر عظيم الخطر شريف المنزلة حسن الهيئة فصيحاً نطوقاً فالقردة والخنازير أعقل عند الله تعالى ممن عصاه ولا تغتروا بتعظيم أهل الدنيا إياكم فإنهم من الخاسرين.
قال العراقي: رويناه في كتاب العقل لداود بن المحبر من رواية أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال فذكره إلاَّ أنه قال فإنهم عدواً من الخاسرين ورواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده عن داود بن المحبر وداود