للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجماعة فيقال له تذكر الجنة والنار ولا تبكي وتبكي من هذا فيقول إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال (إن القبر أوّل) منزل من (منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه) أي من القبر أي من عذابه ونكاله (فما بعده) من أهوال الحشر والموقف والحساب والصراط والميزان وغيرهما (أيسر) عليه منه (وإن لم ينج منه) أي من عذابه (فما بعده) مما ذكر (أشد منه) عليه فما يراه الإنسان فيه عنوان ما سيصير إليه

قال العراقي: رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه والحاكم وصحح إسناده اهـ

قلت: ورواه أحمد كذلك كلهم من طريق عبد الله بن يحيى بن ريسان الصغاني عن هانئ موسى عثمان عن عثمان وقد تعقبه الذهبي في تلخيصه بالكلام الذي سبق في ابن يحيى قريباً.

[١٨٣٤ - (أول ما يكلم ابن آدم حفرته) أي قبره (فيقول أنا بيت الدود وبيت الوحدة وبيت الغربة وبيت الظلمة فهذا ما أعددت لك فما أعددت لي)]

ولهذا كان يزيد الرقاشي إذا مر بقبر صرخ صراخ الثكلى وفي العاقبة لعبد الحق عن أبي الحجاج مرفوعاً يقول القبر للميت إذا وضع فيه ويحك ابن آدم ما غرك بي ألم تعلم أني بيت الفتنة وبيت الظلمة وبيت الدود

قلت: أبو الحجاج هذا هو عبد بن عبد الثمالي له صحبة وحديثه هذا قد رواه الحكيم وأبو يعلي الطبراني وأبو نعيم في الحلية وبقيته بعد قوله الدود ما غرك بي إذ كنت تمشي فرادا فإن كان مصلحاً أجاب عنه مجيب القبر فيقول أرأيت إن كان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فيقول إني إذاً أعود عليه خضراً ويعود جسده على نوراً وتصعد روحه إلى رب العالمين وقال ابن السماك إن الميت إذا عذب في قبره نادته الموتى أيها المخلف بعد إخوانه وجيرانه أما كان لك فينا معتبر أما كان لك في تقدمنا إياك فكرة أما رأيت انقطاع آمالنا وأنت في مهلة آمالك (وقال أبو ذر) الغفاري رضي الله عنه (إلاّ أخبركم بيوم فقرى يوم أوضع في قبري وكان أبو الدرداء) رضي الله عنه (يقعد إلى القبور) أي

<<  <  ج: ص:  >  >>