وجل يروي عنكم الدنيا وأنتم أهل بيت اختار الله لكم الآخرة وكذلك قاله ابن عباس فقال قد جاؤني بثلاثمائة كتاب ليستحثوني على القدوم فعانقه ابن عباس وقال استودعك الله من قتيل اهـ وروى الطبراني من حديث أبي واقد رفعه خير عبد من عبيد الله بين الدنيا وملكها ونعيمها وبين الآخرة فاختار الآخرة فقال أبو بكر بل نفديك يا رسول الله بأموالنا وأنفسنا.
[١٩٣٥ - (قال أبو الدرداء) رضى الله عنه (أخبر تقله).]
(أُخبر) بضم الهمزة أمر من خبره إذا جربه (تقله) بفتح اللام وكسرها معاً من قلاه يقلاه ويقليه قلى وقلى إذا أبغضه قال الجوهري إذا فتحت مددت وتقلي لغة طيء يقول جرب الناس فإنك إذا جربتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر لك من بواطن سرائرهم لفظه الأمر ومعناه الخبر أي من جربهم وخبرهم أبغضهم وتركهم والهاء في تقله للسكت ونظم الحديث وجدت الناس مقولا فيهم هذا القول ويروى ذلك مرفوعاً رواه أبو يعلى في مسنده والعسكري في الأمثال والطبراني في الكبير ثلاثتهم من طريق بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس وقال الطبراني في روايته عن عطية المذبوح ثم اتفقوا عن أبي الدرداء رفعه به وكذا أخرجه ابن عدي في كامله من جهة بقية بلفظ وجدت الناس أخبر تقله ورواه الحسين بن سفيان ومن طريقه أبو نعيم في الحلية من طريق بقية أيضاً باللفظ الأول لكنه قال عن أبي عطية المذبوح ورواه الطبراني في الكبير والعسكري في الأمثال من حديث أبي حيوة شريح بن يزيد عن أبي بكر بن أبي مريم عن سعيد بن عبيد الله الأفطس وسفيان بن المذبوح كلاهما عن أبي الدرداء أنه كان يقول ثق بالناس رويداً ويقول أخبر تقله وكلها ضعيفة فابن أبي مريم وبقية ضعيفان ورواه العسكري من حديث مؤثرة بن محمد حدثنا سفيان عن سعيد بن حسان عن مجاهد وجدت الناس كما قيل أخبر من شئت تقله.
١٩٣٦ - (وقال - صلّى الله عليه وسلم - انظروا إلى من هو دونكم)
وفي رواية إلى من هو أسفل منكم أي في أمور الدنيا (ولا تنتظروا إلى من هو فوقكم) فيها (فإنه أجدر) أي أحق (أن لا تزدروا) أي لا تحتقروا (نعمة