ولكن يعفو ويغفر ويتجاوز ومن طريق محمد بن ثابت بن شرحبيل عن أم الدرداء أنها سألت كعباً عن صفته - صلّى الله عليه وسلم - في التوراة فقال نجده محمد رسول الله اسمه المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق الحديث ورواه من طريق المسيب عن نافع عن كعب قال الله عز وجل لمحمد - صلّى الله عليه وسلم - عبدي المتوكل المختار ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح وأخرجه البيهقي من طريق عمر بن الحكم بن رافع بن سنان عن بعض عمومته وآبائه أنه كانت عندهم ورقة يتوارثونها عن الجاهلية حتى جاء الله بالإسلام وفيها لأمة تأتي في آخر الزمان يبلون أطرافهم ويتزرون على أوساطهم الحديث (وكذلك نعته في الإنجيل) من جهة بعثته ومهاجرته وما خصه الله من أوصافه أخرج البيهقي في الدلائل من طريق العيزار بن حريث عن عائشة قالت أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - مكتوب في الإنجيل لا فظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها بل يعفو ويصفح وقد ذكر ذلك صاحب الشفاء وغيره وأوسع شراحه الكلام فيه وروى الترمذي في الشمائل من حديث عائشة لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح.
٢١٥٢ - (وكان من خلقه) - صلّى الله عليه وسلم - (أن يبدأ من لقيه بالسلام) رواه الترمذي في الشمائل من حديث هند بن أبي هالة يسوق أصحابه ويبدأ من لقيه بالسلام وكذلك روى الطبراني والبيهقي وفي لفظ ويبتدر بدل يبدأ.
٢١٥٣ - (ومن قاومه) وفي بعض النسخ فاوضه (لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف) رواه الطبراني ومن طريقه أبو نعيم في دلائل النبوّة من حديث علي ولابن ماجه من حديث أنس كان إذا لقي الرجل فكلمه لم يصرف وجهه حتى يكون هو المنصرف ورواه الترمذي نحوه وقال غريب قلت ورواه ابن سعد في الطبقات من حديث أنس بلفظ كان إذا لقيه أحد من أصحابه فقام قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه.