كالتاجر يرزقه من تجارته والحراث من حراثته وغير ذلك وقد يرزقهم من حيث لا يحتسبون كالرجل يصيب معدنا أو ركازاً أو يموت له قريب فيرثه أو يعطي من غير إشراف نفس ولا سؤال ونحن لم نقل إن الله تعالى لا يرزق أحد إلا بجهد وسعى وإنما قلنا إنه بَينَّ لخلقه وعباده طرقاً جعلها أسباباً لهم إلى ما يريدون فالأولى بهم أن يسلكوها متوكلين على الله في بلوغ ما يؤملونه دون أن يعرضوا عنها ويجردوا التوكل عنها وليس في شيء من هذه الأحاديث ما يفسد قولنا.
٣٠٢٥ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - عز المؤمن استغناؤه عن الناس).
قال العراقي: رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وصحح إسناده وأبو الشيخ في كتاب الثواب وأبو نعيم في الحلية من حديث سهل بن سعد أن جبريل قاله للنبي - صلّى الله عليه وسلم - في أثناء حديث وفيه زافر بن سليمان عن محمد بن عيينة وكلاهما مختلف فيه وجعله القضاعي في مسند الشهاب من قول النبي - صلّى الله عليه وسلم - انتهى.
قلت: رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن حميد والقضاعي من طريق عبد الصمد بن موسى القطان وابن حميد أيضاً والشيرازي في الألقاب من طريق إسماعيل بن تومة ثلاثتهم عن زافر بن سليمان عن محمد بن عيينة عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال جاء جبريل النبي - صلّى الله عليه وسلم - ولفظ الحلية أتاني جبريل فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس وزافر بن سليمان من رجال الترمذي وابن ماجة وثقة جماعة وقال ابن عدي لا يتابع على حديثه وشيخه محمد بن عيينة أخو سفيان قال أبو حاتم لا يحتج به له مناكير وقد صحح الحاكم إسناده لاسيما وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس أما حديث أبي هريرة فرواه العقيلي والخطيب وابن عساكر بسند ضعيف بلفظ شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فأخطأ وأما حديث ابن عباس فرواه محمد بن نصر المروزي في قيام