فيه طويلاً فجعل لا يستطيع أن يأكلها قال فرماها من فمه فلمارأينا قد صنع ذلك أمسكنا عنه أيضاً فدعا النبي - صلّى الله عليه وسلم - صاحب الطعام فقال أخبرني عن لحمك هذا من أي هو قال يا رسول الله شاة كانت لصاحب لنا فلم يكن عندنا ما نشتريها منه وعجلنا وذبحناها فصنعناها لك حتى يجيء فنعط ثمنها فأمر النبي - صلّى الله عليه وسلم - برفع الطعام وأمر أن يطعموه الأسارى وقال الطبراني في معجميه حدثنا أحمد بن القاسم حدثنا بشر بن الوليد حدثنا أبو يوسف عن أبي حنيفة بالإسناد المذكور وكذا رواه طلحة وابن المظفر وابن عبد الباقي من طريق بشر قال الحافظ في تخريج أحاديث الهداية وهذا معلول والمحفوظ ما رواه محمد بن الحسن عن أبي حنيفة اهـ.
١٥١٦ - وقال للصحابة ألا ترون ما يقول صاحبكم يزعم أن الروم ستغلب فخاطرهم أبو بكر رضي الله عنه بإذن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فلما حقق الله صدقة وجاء أبو بكر رضي الله عنه بما قامرهم به قال عليه السلام هذا سحت فتصدق به وفرح المؤمنون بنصر الله وكان قد نزل تحريم القمار بعد إذن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - له في المخاطرة مع الكفار.
قال العراقي: الحديث المذكور رواه البيهقي في الدلائل من حديث ابن عباس وليس فيه أن ذلك كان بإذنه - صلّى الله عليه وسلم - وهو عند الترمذي وحسنه والحاكم وصححه دون قوله أيضاً هذا سحت فتصدق به اهـ
قلت: الأقرب إلى سياق المصنف ما أخرجه أبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال لما نزلت ألم غلبت الروم الآية قال المشركون لأبي بكر رضي الله عنه ألا ترى إلى ما يقول صاحبك يزعم أن الروم تغلب فارساً قال صدق صاحبي قالوا هل لك أن نخاطرك فجعل بينه وبينهم أجلاً فحل الأجل قبل أن تغلب الروم فارساً فبلغ ذلك النبي - صلّى الله عليه وسلم - فساءه فكرهه وقال لأبي بكر ما دعاك إلى هذا قال تصديقاً لله ورسوله قال تعرض لهم وأعظم الخطر واجعله إلى بضع سنين فأتاهم أبو بكر