٢٣٤٣ - (أخبر نساءه بأن أطولهن يداً أسرعهم لحاقاً به فكانت زينب بنت جحش) بن رياب بن يعمر (الأسدية) أخت عبد الله وعمته وأم حبيبة بني جحش أمهم أميمة عمة النبي - صلّى الله عليه وسلم - (أطولهنّ يداً بالصدقة وأوّلهن لحاقاً به).
قال العراق: رواه مسلم من حديث عائشة وفي الصحيحين أن سودة كانت أولهن لحوقاً به قال ابن الجوزي وهذا غلط من الرواة بلا شك اهـ.
قلت: وفي الصحيحين واللفظ لمسلم من طريق عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً قال فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً قالت وكانت أطولنا يداً زينت لأنها كانت تعمل بيديها وتتصدق ومن طريق يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة نحوه وفيه قالت عائشة فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - نمد أيدينا في الجدار نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش وكانت امرأة قصيرة ولم تكن بأطولنا فعرفنا حينئذ أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - إنما أراد طول اليد بالصدقة وكانت زينب امرأة صناع باليدين فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله وروى ابن سعد بسند فيه الواقدي عن القاسم بن محمد قال قالت زينب حين حضرتها الوفاة إني قد أعددت كفني وإن عمر سيبعث إلي بكفن فتصدقوا بأحدهما وإن استطعتم أن تتصدقوا بحقوي فافعلوا ومن وجه آخر عن عمرة قالت بعث عمر بخمسة أثواب فكفنت منها وتصدقت عنها أختها بكفنها الذي كانت أعدته قالت عمرة فسمعت عائشة تقول لقد ذهبت حميدة سعيدة مفزع اليتامي والأرامل وأخرج أيضاً بسند فيه الواقدي عن محمد بن كعب كان عطاء زينب بنت جحش اثنى عشر ألفاً لم تأخذه إلا عاماً واحداً فجعلت تقول اللهم لا يدركني هذا المال قابلاً فإنه فتنة ثم قسمته في أهل رحمها في أهل الحاجة فبلغ عمر فقال هذه امرأة يراد بها خيراً فوقف عليها وأرسل السلام وقال بلغني ما فرقت فأرسل بألف درهم يستبقيها فسلكت به بذلك المسلك قال الواقدي ماتت سنة عشرين وأخرج الطبراني من طريق الشعبي أن عبد الرحمن بن أبزي أخبره أنه صلّى مع عمر على زينب