فيشرئبون ويقال يا أهل النار فيشرئبون فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت فيضجع ويذبح فلولا أن الله قضى لأهل الجنة الحياة والبقاء لماتوا فرحاً ولولا أن الله قضى لأهل النار الحياة فيها لماتوا ترحاً وروى هناد وأحمد وابن ماجة والحاكم من حديث أبي هريرة يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاكما خلود فيما تجدون لا موت فيها أبداً وللبخاري من حديث ابن عمر يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم يا أهل النار لا موت خلود ويا أهل الجنة لا موت خلود ورواه مسلم نحوه وفيه كل خالد فيما هو فيه وروى الطبراني من حديث ابن مسعود لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها ولو قيل لأهل الجنة إنكم ماكثون عدد كل حصاة لحزنوا ولكن جعل لهم الأبد.
٤١٩١ - (قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يؤمر يوم القيامة بناس من النار إلى الجنة حتى إذا دنوا منها) وتقربوا لها (واستنشقوا رائحتها) وإن رائحتها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام (ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها نودوا أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها فيرجعون بحسرة ما رجع الأوّلون والآخرون بمثلها فيقولون يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا فيقول ذاك أردت منكم) يا أشقياء (كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم) أي بكبائر المعاصي وشدائد المخالفات (وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين) أي خاشعين (تراؤن الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم هبتم الناس) أي خفتموهم (ولم تهابوني