قلت: وكذلك رواه البيهقي ورواه ابن عساكر موقوفاً ومعنى كونهن لا يصبن إلا بعجب أي لا توجد وتجتمع في إنسان في آن واحد إلا على وجه عجيب يتعجب منه لعظم موقعه لكونها قل أن تجتمع فإن الغالب على الزاهد في الدنيا قلة ما ينفق منه على نفسه ودونه فيظهر الشكوى والتضجر ويمنع صرف الهمة إلى الذكر فاجتماعها شيء عجيب لا يحصل إلا بتوفيق إلهي وقد شنع الذهبي والمنذري على الحاكم في الحكم بتصحيحه فذكر الذهبي في الميزان في ترجمة العوّام بن جويرية بعد أن تعجب من إخراجه له وقال ابن عدي الأصل في هذا أنه موقوف على أنس وقد رفعه بعض الضعفاء عن أبي معاوية حميد بن الربيع وقد قال يحيى حميد كذاب.
قال ابن السبكي:(٦/ ٢٥٣) في المعجم الكبير "للطبراني" و"المستدرك" نحوه من حديث أنس، إلا إنهما جعلا بدل "التوكل" "ذكر الله وبدل أزهد في الدنيا قلة الشيء. ورواه أحمد أيضاً.
٣٢٠٤ - (قال ابن عباس) رضي الله عنه (قال - صلّى الله عليه وسلم - إذا تواضع العبد رفعه الله إلى السماء السابعة).
قال العراقي: رواه البيهقي في الشعب نحوه وفيه زمعة بن صالح ضعفه الجمهور اهـ.
قلت: سياق المصنف رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق وفيه الكريمي قال ابن حبان كان يضع على الثقات وروى الخرائطي في مساوي الأخلاق في أثناء حديث فإذا تواضع رفعه الله بالسلسلة إلى السماء السابعة وقد تقدم قريباً.
٣٢٠٥ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا يرحمكم الله).
قال العراقي: رواه الأصفاني في الترغيب والترهيب من حديث أنس وفيه بشر بن الحسين وهو ضعيف جداً ولمسلم في أثناء حديث لأبي هريرة ما