بشيء فقال هاتوا صحفة فصب الماء ثم وضع راحته في الماء قال فرأيتها تخلل عيوناً بين أصابعه قال فسقينا إبلنا ودوابنا وتزوّدنا فقال اكتفيتم فقالوا نعم اكتفينا يا رسول الله فرفع يده فارتفع الماء وروى أحمد من حديث جابر قال اشتكى أصحاب رسول الله إليه العطش فدعا بعس فصب فيه شيئاً من الماء ووضع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فيه يده وقال استقوا فاستقى الناس فكنت أرى العيون تنبع من بين أصابعه ورواه البيهقي في الدلائل بلفظ كنا مع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - في سفر فأصابنا عطش فجهشنا إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال فوضع يده في تور من ماء بين يديه قال فجعل الماء ينبع من بين أصابعه كأنه العيون قال خذوا بسم الله فشربنا فوسعنا وكفانا ولو كنا مائة ألف لكفانا قلت لجابر كم كنتم قال ألفاً وخمسمائة وأخرجه ابن شاهين أيضاً وفيه فأصابنا عطش بالحديبية الحديث وأخرج البخاري من حديث علقمة عن ابن مسعود بينما نحن مع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وليس معنا ماء فقال لنا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - اطلبوا من معه فضل ماء فأتى بماء فصبه في إناء ثم وضع كفه فيه فجعل الماء ينبع من بين أصابعه.
٢٣١٨ - (وتوضأ من قدح صغير ضاق أن يبسط - صلّى الله عليه وسلم - يده فيه).
قال العراقي: متفق عليه من حديث أنس في ذكر الوضوء فقط ولأبي نعيم من حديثه خرج إلى فناء فأتى من بعض بيوتهم بقدح صغير وفيه ثم قال هلم إلى الشرب قال أنس بصر عيني ينبع الماء من بين أصابعه ولم يرد القدح حتى رووا منه وإسناده جيد وللبزار واللفظ له والطبراني في الكبير من حديث ابن عباس كان في سفر فشكا أصحابه العطش فقال ائتوني بماء فأتوه بإناء فيه ماء فوضع يده في الماء فجعل الماء يفور من بين أصابعه وإسناده ضعيف اهـ.
قلت: حديث أنس في الصحيحين قال رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وحانت صلاة العصر والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بوضوء فوضع يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضؤا منه فرأيت الماء ينبع من بين