٣٥٢٥ - (وكان أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقولون إنكم لتعملون إعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - من الكبائر) وفي لفظ من الموبقات.
قال العراقي: رواه البخاري من حديث أنس والبزار من حديث أبي سعيد وأحمد والحاكم من حديث عبادة وصحح إسناده وتقدم في التوبة قلت وأخرج أبو نعيم في الحلية عن حذيفة قال المنافقون اليوم شر منهم على عهد رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - كانوا إذ ذاك يسرونه وهم اليوم يعلنونه قال صاحب القوت وهذا كما قال إعلان المعاصي والجهار بها أعظم من التستر والتخفي لأنها إذا أسرت لم تضر إلا صاحبها وإذا أعلنت ضرت العامة ونكأت في الإسلام وأوهنت شأن الدين.
٣٥٢٦ - (وقال رجل لابن عمر) رضي الله عنهما (إنا ندخل على هؤلاء الأمراء فنصدقهم بما يقولون) ويعلم الله في قلوبنا خلاف ذلك وقال مرة ندخل عليهم فنمدحهم (فإذا خرجنا تكلمنا فيهم فقال) ابن عمر (كنا نعد هذا نفاقاً على عهد رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -) كذا نقله صاحب القوت (وروى) عنه من طريق آخر (أنه سمع رجلاً يذم الحجاج ويقع فيه) ولفظ القوت يسبب الحجاج ويذمه (فقال) له (أرأيت لو كان الحجاج حاضراً أكنت تتكلم بما تكلمت به قال لا قال) ابن عمر أما هذا فقد (كنا نعد هذا نفاقاً على عهد رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -) كذا في القوت وقد تقدم في قواعد العقائد.
قال العراقي: ولم أجد فيه ذكر الحجاج قلت ذكر الحجاج فيه في الغيلانيات قال صاحب القوت ولعمر لقد ثبت عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أنه قال يكون بعدي أمراء من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني وليست منه ولن يرد على الحوض ولكن من كره وأنكر.
قال ابن السبكي:(٦/ ٣٦٥) تقدم في قواعد العقائد.
٣٥٢٧ - (أشد من ذلك رُوي أن نفراً قعدوا على باب حذيفة) رضي الله عنه (ينتظرونه فكانوا يتكلمون في شيء من شأنه فلما خرج عليهم سكتوا حياء منه فقال تكلموا فيما كنتم تقولون