مهيناً (ومن أكثر من شيء عرف به) وأشير إليه به (ومن كثر كلامه) ولو من غير مزاح (كثر سقطه) أي سقوطه في الكلام وكذبه (ومن كثر سقطه قل حياؤه) فلا يبالي بما يفعله (ومن قل حياؤه قل ورعه) أي خوفه من جلال هيبة الله تعالى (ومن قل ورعه مات قلبه).
قال ابن أبي الدنيا: حدثني أحمد بن عبيد التميمي حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي حدثنا دريد بن مجاشع عن غالب القطان عن مالك بن دينار عن الأعمش عن قيس قال قال عمر بن الخطاب من مزح استخف به وحدثني الحسن بن الصباح حدثنا محمد بن كثير عن عبد الله بن واقد عن موسى بن عقيل أن الأحنف بن قيس كان يقول من كثر كلامه وضحكه ومزاحه قلت هيبته ومن أكثر من شيء عرف به وروى الطبراني في الأوسط والقضاعي في مسند الشهاب والعسكري في الأمثال من حديث ابن عمر من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثر كذبه ومن كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبة كانت النار أولى به وقد تقدم وروى ابن عساكر من حديث أي هريرة من كثر ضحكه استخف بحقه ومن كثرت دعابته ذهبت جلالته ومن كثر مزاحه ذهب وقاره ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت خطاياه ومن كثرت خطاياه كانت النار أولى به قال وهو غريب المتن والإسناد وقد روى الديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف جداً من حديث أنس الصمت سيد الأخلاق ومن مزح استخف به (ولأن الضحك يدل على الغفلة عن الآخرة) وما فيها من الأهوال.
٢٦٢٣ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - لو علمتم ما أعلم لبكيتم كثيراً) أي لغلبة الخوف واستيلاء الحزن (ولضحكتم قليلاً) أي لتركتم الضحك أو لم يقع منكم إلا نادراً.
قال العراقي: متفق عليه من حديث أنس وعائشة بلفظ لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً اهـ.