قلت: وكذلك رواه أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان كلهم من حديث أنس قال خطب رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - خطبة ما سمعت بمثلها قط ثم ذكره وجاء في رواية أنها كانت خطبة الكسوف ورواه أحمد والبخاري والترمذي من حديث أي هريرة.
وروى الحاكم في الأهوال وابن عساكر من طريق يوسف بن خباب عن مجاهد عن أبي ذر رفعه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولما ساغ لكم الطعام ولا الشراب قال الحاكم صحيح على شرطهما وتعقبه الذهبي وقال بل هو منقطع وروى ابن عساكر من حديث أبي الدرداء لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت ما أكلتم طعاماً على شهوة أبداً ولا شربتم شراباً شهوة أبداً ولا دخلتم بيتاً تستظلون به ولمررتم إلى الصعدات تلدمون صدوركم وتبكون على أنفسكم وروى الطبراني والبيهقي والحاكم من حديث أي الدرداء لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله لا تدرون تنجون أو لا تنجون وروى الحاكم من حديث أبي هريرة لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً يظهر النفاق وترتفع الأمانة الحديث وقال صحيح وأقره الذهبي (وقال رجل لأخيه) وقد رآه يضحك (أنبئت) أي أخبرت (أنك وارد النار قال نعم) وذلك في قوله تعالى وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضياً (قال فهل أنبئت أنك صادر عنها قال لا قال ففيم الضحك فما رئي ضاحكاً حتى مات) أخرجه أبو نعيم في الحلية (وقال يوسف بن أسباط) الشيباني رحمه الله تعالى (أقام الحسن البصري رحمه الله تعالى)(ثلاثين سنة لم يضحك) أخرجه أبو نعيم في الحلية (وقيل أقام عطاء السليمي أربعين سنة لم يضحك) وكان شديد الخوف قال أبو نعيم في الحلية حدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا أحمد بن الحسين حدثني أبو عبد الله بن عبيدة قال سمعت غفيرة تقول لم يرفع عطاء رأسه إلى السماء ولم يضحك أربعين سنة فرفع رأسه مرة ففزع فسقط ففتق فتقافى بطنه (ونظر وهيب بن الورد)