شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وله صحبة أيضاً وقتل أبوه عثمان وعمه طلحة يوم أحد كافرين وقد سلم النبي - صلى الله عليه وسلم - المفتاح لعثمان وشيبة وقال لهما خذاه خالدة تالدة فيكم لا ينزعه عنكم الأشقى أو كما قال فكانا يتشاركان في تولية المفتاح فلما مات عثمان استقل شيبة به ولم يزل إلى يومنا هذا في أولاد شيبة وعرف أولاده بالشيبيين فأول شيبة لهم هو هذا ولم يكونوا يعرفون قبل هذا إلا ببني عبد الدار والله أعلم.
٤٢٧ - (كما رُوي أنه - صلى الله عليه وسلم - لما لبس الخميصة) وهي كساء أسود مربع (النبي أتى بها) وفي نسخة أتاه بها (أبو جهم) عامر بن حذيفة العدوي القرشي المدني أسلم يوم الفتح وتوفي في آخر خلافة معاوية (وعليها علم وصلى بها نزعها بعد صلاته) وفي بعض النسخ في بعض صلاته (وقال اذهبوا بها إلى أبي جهم فإنها) أي الخميصة (ألهتنى) أي شغلتني (آنفاً) أي قريباً (عن صلاتي وأتوني بأنبجانية أبي جهم) بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الموحدة وتخفيف الجيم وبعد النون ياء نسبة مشددة كساء غليظ لا علم له ويجوز كسر الهمزة وفتح الموحدة وتخفيف المثناة قال صاحب المطالع نسبة إلى منبج موضع بالشام أي على غير قياس ويقال اسم الموضع انبجان ونقل عن ثعلب.
قال العراقي: متفق عليه من حديث عائشة وقد تقدم في العلم اهـ.
قلت: أخرجه البخاري في موضعين من كتاب الصلاة الأول في باب إذا صلى في ثوب له أعلام ونظر إلى علمها حدثنا أحمد بن يونس حدثنا إبراهيم ابن سعد حدثنا ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي وقال هشام عن أبيه عن عائشة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة فأخاف أن تفتنني.
قلت: وهذا التعليق رواه مسلم وغيره بالمعنى الثاني في باب الالتفات في الصلاة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في خميصة لها أعلام فقال شغلتني أعلام هذه اذهبوا بها إلى