ابن جعفر عن آبائه من أهل البيت إلى الحسين بن علي قال رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيباً على أصحابه فذكره بزيادة في أوله وهي كأن الموت في هذه الدنيا على غيرنا كتب الحديث وفيه طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة ولم يعدها إلى البدعة وأما حديث أبي هريرة فرواه ابن لال في مكارم الأخلاق من رواية عصمة بن محمد الخزرجي عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رفعه فساقه بمثل حديث الحسين بن علي وأما حديث ركب المصري فرواه الطبراني والبيهقي من رواية إسماعيل بن عياش عن عنبسة بن سعيد الكلاعي عن نصيح العبسي عن ركب المصري رفعه طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في نفسه من غير مسكنة وأنفق مالاً جمعه في غير معصية ورحم المساكين وخالط أهل الفقه والحكمة طوبى لمن ذل في نفسه وطاب كسبه وصلحت سريرية وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله وأما حديث أنس فرواه البزار في مسنده مختصراً بإسناد ضعيف ولفظه طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة ولم يعدها إلى بدعة اهـ.
قلت: وحديث ركب أخرجه أيضاً البخاري في التاريخ والبغوي في معجم الصحابة والبارودي وابن قانع وأخرج أبو نعيم في الحلية من رواية كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال بلغنا أن وهب بن منبه كان يقول طوبى لمن فكر في عيبه عن عيب غيره وطوبى لمن تواضع لله عز وجل من غير معصية وجالس أهل العلم والحلم وأهل الحكمة ووسعته السنة ولم يتعدها إلى البدعة.
[٢١١ - (النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتوكأ في خطبة العيد والاستسقاء على قوس أو عصا لا على المنبر).]
روى أبو داود من رواية شعيب بن زريق الطائفي قال جلست إلى رجل له صحبة يقال له الحكم بن حزن الكلبي فأنشأ يحدثنا فذكر حديثاً فيه فأقمنا بها أياماً شهدنا فيها الجمعة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام يتوكأ على عصا أو قوس فحمد الله وأثنى عليه وروى الطبراني في الصغير من رواية عبد الرحمن بن سعد عمار