قلت: ورواه بهذا السند أيضاً الطبراني في الأوسط أبو نعيم في رياضة المتعلمين وفي الباب أبو هريرة وأنس ومعاوية وابن مسعود وشداد بن أوس أما حديث أبي هريرة فقد أخرجه الدارقطني في الأفراد وفي العلل والخطيب في التاريخ وأما حديث أنس فأخرجه العسكري من طريق محمد بن الصلت حدثنا عثمان البري عن قتادة عنه مرفوعاً به وأما حديث معاوية فأخرجه الطبراني في الكبير وابن أبي عاصم في العلم له كلاهما من طريق عتبة بن أبي حكيم عمن حدثه عن معاوية رفعه بلفظ يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين وإنما يخشى الله من عباده العلماء وجزم البخاري بتعليقه فقال وقال النبي - صلّى الله عليه وسلم - من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين وقال إنما العلم بالتعلم مع أن في إسناده من لم يسم لمجيئه من طريق أخرى وقال الحافظ ابن حجر إسناد حديث معاوية حسن لأن فيه مبهماً اعتضد بمجيئه من وجه آخر وأما حديث ابن مسعود فقد أخرجه البيهقي في المدخل من طريق علي بن الأقمر والعسكري في الأمثال من طريق أبي الزعراء كلاهما عن أبي الأحوص عنه بلفظ ابن الرجل لا يولد عالاً وإنما العلم بالتعلم وقد روى عنه نحوه موقوفاً بسند رجاله موثقون أخرجه البزار في حديث طويل انه كان يقول فعليكم بهذا القرآن فإنه مأدبه الله فمن استطاع منكم أن يأخذ من مأدبه الله فليفعل فإنما العلم بالتعلم وأما حديث شداد بن أوس فأخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث طويل بلفظ أن رجلاً قال يا رسول الله ماذا يزيد في العلم قال التعلم وفي سنده عمر بن صبيح وهو كذاب وقد روى في الباب عن التابعين أخرج العسكري من طريق حماد عن حميد الطويل قال كان الحسن يقول إذا لم تكن حليما فتحلم وإذا لم تكن عالماً فتعلم فقلما تشبه رجل بقوم إلا كان منهم ومن طريق زافر عن عمرو بن عامر البجلي قال قال الحسن هو والله أحسن منك رداء وإن كان رداؤك حبرة رجل رداه الله الحلم فإن لم يكن حلم لا أبا لك فتحلم فإنه من تشبه بقوم لحق بهم.
٢٨٧٣ - (قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - اطلبو العلم واطلبوا مع العلم السكينة والحلم لينوا) أي تواضعوا (لمن نعلمون) أي لمن يتعلم منكم