هؤلاء الثلاثة كنز يدخر لصاحبه ليوم فاقته لا يطلع على ثوابه ملك ولا يدفع إلى خصمائه بل يعوّضهم الله من باقي أعماله أو خزائن فضله ليبقى له كنزله وذلك إذا كان صبراً منه ورضاً عن ربه وحياء منه أن يشكو أو يستغنى بأحد من خلقه وهذا قد روي مرفوعاً وإنما تبع المصنف فيه صاحب القوت حيث لم يصرح برفعه فقد رواه أبو نعيم في الحلية وكذا البيهقي من حديث زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر رفعه ثم قال أبو نعيم غريب تفرد به زافر عن عبد العزيز انتهى.
وقال الذهيي: زافر بن سليمان قال ابن عدي لا يتابع على حديثه وعبد العزيز بن أبي رواد يروي عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وروى الطبراني من حديث أنس ثلاث من كنوز البر كتمان الشكوى وكتمان المصيبة وكتمان الصدقة ورواه الطبراني أيضاً وابن عساكر من حديثه ثلاث من كنوز البر إخفاء الصدقة وكتمان المصيبة وكتمان الشكوى يقول الله تعالى إذا ابتليت عبدي ببلاء فصبر الحديث وقد تقدم قريباً بهذا ظهر أن الحديث له أصل وإيراد ابن الجوزي إياه في الموضوعات فيه نظر.
٣٣٧٣ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - إن الله يبغض الشاب الفارغ).
قال العراقي: غريب لم أجده.
قلت: روى صاحب الحلية في ترجمة ابن مسعود أنه قال إني لأكره أن أرى الرجل فارغاً لا في عمل دنيا ولا آخرة وفي لفظ له إني لأمقت الرجل أن أراه فارغاً ليس في شيء من عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة.
قال ابن السبكي:(٦/ ٣٥٩) لم أجد له إسناداً.
٣٣٧٤ - (قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - النظرة سهم مسموم من سهام إبليس) رواه الحاكم والبيهقي من حديث حذيفة بلفظ النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة فمن تركها من خوف الله أثابه إيماناً يجد حلاوته في قلبه وروى الحكيم الترمذي في النوادر من حديث علي النظر إلى محاسن المرأة سهم