٢٥١٧ - (عن ابن عباس) رضي الله عنهما (في قوله تعالى ومن شر غاسق إذا وقب قال هو قيام الذكر) قال صاحب القوت رويناه عن ابن عباس قلت والمشهور عن ابن عباس في تفسيره قال الليل إذا أقبل هكذا أخرجه ابن جرير وابن المنذر وروى عنه أيضاً الغاسق الظلمة والوقب شدة سواده إذا دخل في كل شيء أخرجه ابن السنّي في فوائده ورُوي عن مجاهد قال يعني الليل إذا دخل هكذا رواه ابن جرير وابن المنذر وإن صح ما قاله المصنف فهو نقل غريب عن ابن عباس وقوله هو قيام الذكر كأنه تفسير للوقوب والغاسق هو الذكر وهو في غريب اللغة (وقد أسنده بعض الرواة إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إلا أنه قال في تفسيره الذكر إذا دخل) هكذا ذكره صاحب القوت قلت وهذا أغرب من الأوّل ولغرابة القولين نقلهما صاحب القاموس في كتابه وأسندهما للمصنف وهو إنما تبع صاحب القوت وكأنه لعدم اشتهار كتابه بين أيدي الناس تنوسي وجعل كأن الغزالي هو الذي أبدى هذين القولين وقد ذكرت في شرحي عليه كلاماً يحتاج إلى مراجعته وكان شيخنا أبو عبد الله بن الطيب رحمه الله تعالى ينكر هذا جداً ويدلك على هذا قول العراقي في تخريجه حديث ابن عباس موقوفاً ومسنداً لا أصل له.
قال ابن السبكي:(٦/ ٣٣٦) لم أجد له إسناداً.
٢٥١٨ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - النساء حبائل الشيطان).
قال العراقي: رواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب من حديث زيد بن خالد الجهني بإسناد فيه جهالة اهـ.
قلت: الحبائل جمع حبالة بالكسر هو ما يصاد به من أي شيء كان وروى أبو نعيم من حديث عبد الرحمن بن عابس وابن لال من حديث ابن مسعود والديلمي من حديث عبد الله بن عامر وعقبة بن عامر والتيمي في ترغيبه من حديث زيد بن خالد كلهم بلفظ الشباب شعبة من الجنون والنساء حبالة الشيطان هكذا روى عندهم بالإفراد والرواية بالجمع أكثر نبه عليه الحافظ السخاوي رضي الله تعالى عنه.