قلت: وروى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال اعتكف رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال ألا إن كلكم مناج لربه فلا يؤذي بعضكم بعضاً ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة.
٨٣٤ - (رُوي عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أنه سمع جماعة من الصحابة يجهرون بالقراءة في صلاة الليل فصوب ذلك) أي رآه صواباً أما بسكوته أو باستحسانه وهذه العبارة انتزعها المصنف من كتاب القوت ونصه وعلى ذلك فقد كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يسمع جماعة من أصحابه يجهرون بالقراءة في صلاة الليل فيصّوب ذلك لهم ويسمع إليهم
وقال العراقي: في الصحيحين من حديث عائشة أن رجلاً قام من الليل فقرأ فرفع صوته بالقرآن فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - رحم الله فلاناً الحديث ومن حديث أبي موسى قال لي رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لو رأيتني وأنا أسمع قراءتك البارحة الحديث وفي حديث أيضاً إنما أعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن الحديث.
٨٣٥ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - إذا قام أحدكم من الليل يصلي فليجهر بقراءته فإن الملائكة وعمار الدار يستمعون إلى قراءته ويصلون بصلاته)
كذا في القوت
قال العراقي: رواه بنحوه بزيادة أبو بكر البزار ونصر المقدسي في المواعظ من حديث معاذ بن جبل وهو منكر ومنقطع.
٨٣٦ - (ومر رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - على ثلاثة من أصحابه مختلفي الأحوال) أي منهم من يخافت ومنهم من يجهر ومنهم من يخلط الآية بالآية (فمر على أبي بكر رضي الله عنه وهو يخافت) في قراءته (فسأله عن ذلك فقال: إن الذي أناجيه هو يسمعني) أي قريب منى (ومر على عمر رضي الله عنه وهو يجهر) في قراءته (فسأله عن ذلك فقال أوقظ الوسنان) أي أنبه النائم (وأزجر