للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صيام تتمون به ما نقص من الصيام وانظروا في زكاة عبدي فإن كان ضيع شيئاً منها فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صدقة تتمون بها ما نقص من الزكاة فيؤخذ ذلك على فرائض الله وذلك برحمة الله وعدله فإن وجد فضل وضع في ميزانه وقيل ادخل الجنة مسروراً وإن لم يوجد له شيء من ذلك أمرت به الزبانية فأخذ بيديه ورجليه ثم قذف به في النار وروى ابن عساكر من حديث أبي هريرة إن أوّل ما يحاسب به العبد صلاته فإن سلمت سلم سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله ثم يقول انظروا هل لعبدي من نافلة فإن كانت له نافلة أتم بها الفريضة ثم الفرائض كذلك بعائدة الله تعالى ورحمته وإسناده حسن ورواه الترمذي وقال حسن غريب والنسائي وابن ماجة بلفظ أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح ونجح وإن فسدت فقد خاب وخسر وإن انتقص من فريضته قال الرب انظروا هل لعبدي من تطوّع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك وقد تقدم شيء من ذلك في كتاب الصلاة.

٣١٦٦ - (يقول) فيما أخبرنا عنه نبينا - صلّى الله عليه وسلم - (من تقرب إليّ) أي طلب قربه مني بالطاعة (شبراً) أي مقداراً قليلاً (تقربت منه ذراعاً) أي وصلت رحمتي إليه قدراً أزيد منه وكلما زاد العبد قربة زاده الله رحمة (ومن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه ميلاً) وتمام الحديث وإذا أتى إليّ مشياً أتيته هرولة رواه البخاري من حديث قتادة عن أنس ورواه أيضاً من رواية التيمي عن أنس عن أبي هريرة مرفوعاً ورواه أبو عوانة والطبراني والضياء من حديث سلمان بلفظ قال الله تعالى إذا تقرب العبد إليّ شبراً الخ.

وروى الطيالسي في مسنده من حديث أبي ذر قال ربكم عز وجل الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة أو اغفرها ثم ساق الحديث وفيه من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً وهذا أشبه بسياق المصنف ورواه أحمد ومسلم وابن ماجة وأبو عوانة بنحوه وروى أحمد وعبد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>