قلت: وأخرجه البخاري في الأدب المفرد من حديث جابر أيضاً وفيه أنهما لا يعذبان في كبير وبلى أما أحدهما وفيه ما كانتا رطبتين ولم يشك وفي بعض ألفاظ هذا الحديث وأما الآخر فكان لا يستتر من البول وفي أخرى لا يستنزه وفي أخرى لا يستبرئ فهي خمس روايات مع رواية المصنف ورواية ابن أبي الدنيا.
٢٧٣٧ - (لما رجم رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - الرجل في الزنا) وهو ماعز بن مالك الأسلمي (قال رجل لصاحبه هذا أقعص كما يقعص الكلب) القعص الموت الوحي وقصعة كمنعه قتله مكانه كاقعصه وانقعص مات (فمر النبي - صلّى الله عليه وسلم - وهما معه بجيفة) أي ميتة حيوان (فقال) لهما (انهشا منها) والنهش الأكل بمقدم الفم (فقالا يا رسول الله ننهش جيفة فقال ما أصبتما من أخيكما أنتن من هذه).
قال العراقي: رواه أبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة بإسناد جيد اهـ.
قلت: وأخرجه أيضاً عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب المفرد وأبو يعلى وابن المنذر والبيهقي في الشعب بسند صحيح ولفظ أن ماعزاً لما رجم سمع النبي - صلّى الله عليه وسلم - رجلين أحدهما يقول لصاحبه ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب فسار النبي - صلّى الله عليه وسلم - ثم مر بجيفة حمار فقال أين فلان وفلان فكلا من جيفة هذا الحمار فقالا وهل يؤكل هذا قال فأكلتما من أخيكما آنفاً أشد أكلا منه والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها.
٢٧٣٨ - (وقال أبو هريرة) رضي الله عنه (من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب إليه لحمه في الآخرة فقيل كله ميتاً كما أكلته حياً فيأكله ويضج) أي يصيح ويتملل (ويكلح) أي يعبس وجهه رواه ابن أبي الدنيا هكذا موقوفاً عن يحيى بن يوسف الرقي حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن عمه موسى بن يسار عن أبي هريرة قال من أكل فذكره.