خاسر ضل عملك وبطل أجرك فلا خلاق لك اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له يا مخادع قال فقلت له بالله الذي لا إله إلا هو أنت سمعت هذا من رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال والذي لا إله إلا هو إني لقد سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إلا أن يكون قد أخطأت شيئاً لم أكن أتعمده ثم قرأ إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم.
٣١١٨ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - لما خلق الله الأرض مادت) أي تحركت واضطربت (فخلق الجبال فصيرها أوتاد الأرض) أي سكنها بها فكانت شبه الأوتاد (فقال الملائكة ما خلق ربنا خلقاً أشد من الجبال فخلق الله الحديد فقطع الجبال ثم خلق النار فأذابت الحديد ثم أمر الله الماء فأطفأ النار وأمر الريح فكدرت الماء فاختلفت الملائكة فقالت نسأل الله تعالى قالوا يا رب ما أشد ما خلقت من خلقك) أي أقواه (فقال تعالى لم أخلق خلقاً هو أشد من ابن آدم حين يتصدق بيمينه فيخفيها عن شماله فهو أشد خلق خلقته).
قال العراقي: رواه الترمذي من حديث أنس مع اختلاف وقال غريب انتهى.
قلت: ولفظه لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت فعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت يا رب هل في خلقك شيء أشد من الجبال قال نعم الحديد قالت يا رب هل في خلقك شيء أشد من الحديد قال نعم النار قالت يا رب هل في خلقك شيء أشد من النار قال نعم الماء قالت يا رب هل في خلقك شيء من الماء قال نعم الريح قالت يا رب هل في خلقك شيء أشد من الريح قال نعم ابن آدم يتصدق وبيمينه ويخفيها عن شماله وهكذا رواه أيضاً أحمد وعبد بن حميد وأبو يعلى والبيهقي وأبو الشيخ في العظمة والضياء في المختارة.
قال ابن السبكي:(٦/ ٣٥٠) هو عند الترمذي بلفظ آخر أورده في آخر كتاب القدر.