قلت: يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال قال إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من الإيمان وهكذا رواه الديلمي من طريقة إلاَّ أنه قال عهد بدل زمن وقال إن أكرم الود من الإيمان وروى ابن عبد البر من طريق الكريمي عن أبي عاصم فسمى المرأة الحولاء فيحتمل أن يكون وصفها أو لقبها ويحتمل التعدد على بعد لاتحاد الطريق وروى العسكري في الأمثال من طريق الزبير بن بكار حدثنا محمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن محمد عن محمد ابن زيد بن مهاجر بن قنفذ أن عجوز سوداء دخلت على النبي - صلّى الله عليه وسلم - فحياها وقال لها كيف أنت كيف حالكم فلما خرجت قالت عائشة يا نبي الله ألهذه السوداء تحيى وتصنع ما أرى فقال إنها كانت تغشانا في حياة خديجة وإن حسن العهد من الإيمان قال الزبير حدثني سليمان بن عبد الله عن شيخ من أهل مكة هي أم زفر ماشطة خديجة ومن حديث حفص بن غياث عن هشام بن عروة وعن أبيه عن عائشة قالت كانت تأتي النبي - صلّى الله عليه وسلم - امرأة فيكرمها فقلت يا رسول الله من هذه فقال هذه كانت تأتينا على زمن خديجة وإن حسن العهد من الإيمان وهذا الأخير عند البيهقي في الشعب وقال إنه بهذا السند غريب اهـ والعهد ينصرف في اللغة إلى وجوه أحدها الحفظ والمراعاة وهو المراد هنا وقول الحاكم أنه صحيح على شرط الشيخين قد أقره على ذلك الذهبي وسكت عليه العراقي في إصلاح المستدرك ويظهر مما تقدم أن قول المصنف فإن كرم العهد من الإيمان ليس في شيء من رواياته وإنما هو أخذ بالمعنى وقوله من الدين أو من الإيمان أي من أموره أو خصاله أو من شعبه.
١٦٦٤ - ولفظ القوت حدثنا محمد بن القاسم عن الربيع بن سليمان (أن الشافعي) رضي الله عنه (آخى رجلاً ببغداد ثم إن أخاه هذا ولى السيبين) بكسر السين المهملة وسكون التحية وفتح الموحدة مثنى السيب وهما الأعلى والأسفل كورة بالعراق (فتغير) للشافعي (عما كان عليه) مما كان يعهده منه (فكتب إليه الشافعي) رحمة الله تعالى (هذه الأبيات) وهي من نظمه