ابن أبي الدنيا وهو غلط (إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - أنه سئل عن هذه الآية) تتجافى جنوبهم عن المضاجع (فقال - صلّى الله عليه وسلم - الصلاة بين العشاءين ثم قال عليكم بالصلاة بين العشاءين فإنها مذهبة لملاغاة النهار ومهذبة آخره) وفي بعض النسخ فإنها تذهب بملاغاة النهار وتهذب آخره وهكذا هو في القوت قال (والملاغاة جمع ملغاة من اللغو) أي تسقط اللغو وتصفي آخره هذا لفظ القوت ولا يخفى أن الملاغاة مفاعلة من اللغو وأما الملغاة فجمعه الملاغي كمسعاة ومساع فتأمل ذلك.
قال العراقي: نسبة المصنف هذا إلى ابن أبي الزناد معترض إنما هو إسماعيل ابن أبي زياد بالياء المثناة من تحت رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من رواية إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن الأعمش حدثنا أبو العلاء العنبري عن سلمان قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - عليكم بالصلاة فيما بين العشاءين فإنها تذهب بملاغاة النهار ومهذبة آخره وإسماعيل هذا متروك يضع الحديث قاله الدارقطني واسم أبي زياد مسلم وقد اختلف فيه على الأعمش اهـ. قلت: هو في كتاب الديلمي ومهذرة آخره وقد ذكر الذهبي إسماعيل هذا في ديوان الضعفاء وإنه روى عن أبي عون وإنه كان ممن يضع الحديث ونقله عن الدارقطني وذكر إسماعيل بن أبي زياد آخر ويعرف بالشفري قال ابن معين وهو كذاب ولكن المراد هو الأول المعروف الشامي.
١١٢٠ - (أكثر ما رُوي عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - صلّى به من الليل) إلا في خبر مقطوع وهو سبع عشرة ركعة والمشهور أنه كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة وثلاث عشرة وربما حسبوا فيها ركعتي الفجر هذا لفظ القوت وقد تقدم الكلام عليه في كتاب الصلاة.
وقال العراقي: روى أبو داود من حديث عائشة لم يكن يوتر بما نقص من سبع إلا بأكثر من ثلاث عشرة وللبخاري من حديث ابن عباس كانت صلاته ثلاث عشرة ركعة يعني بالليل ولمسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة وفي رواية للشيخين منها ركعتا الفجر ولهما أيضاً ما كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يزيد في