من وال يلي شيئاً من أمور الناس إلا أتى به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه فيوقف على جسر من النار) يحتمل أنه أراد به الصراط ويحتمل غيره والواقف به بعض الملائكة أو الزبانية (ينتفض به ذلك الجسر انتفاضة تزيل كل عضو منه عن موضعه ثم يعاد ليحاسب فإن كان محسناً نجا بإحسانه وإن كان مسيئاً انخرق به ذلك الجسر فيهوى به في النار سبعين خريفاً) لأنه لما خرق حرمة من قلده الله أمره من عباده واستهان بهم وخان فيما جعل أميناً عليه ناسب أن ينخرق به الجسر والجزاء من جنس العمل وهذا وعيد شديد وتهديد ليس عليه مزيد (فقال له عمر ممن سمعت هذا قال من أبي ذر وسلمان) رضي الله عنهما (فأرسل إليهما عمر فسألهما فقالا نعم سمعناه من رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال عمر واعمراه من يتولاها بما فيها فقال أبو ذر من سلت الله أنفه وألصق خده بالأرض).
قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في مواعظ الخلفاء من هذا الوجه ورواه الطبراني من رواية سويد بن عبد العزيز عن سفيان بن الحكم عن أبي وائل إن عمر استعمل بشر بن عاصم فذكره أخصر منه وإن بشراً سمعه من النبي - صلّى الله عليه وسلم - ولم يذكر فيه سلمان اهـ.
قلت: ومن الوجه الذي رواه ابن أبي الدنيا رواه البيهقي في الشعب وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر في التاريخ وأما حديث بشر بن عاصم فرواه ابن عساكر في التاريخ مرفوعاً بلفظ أيما وال ولى من أمور المسلمين شيئاً وقف به على جسر جهنم فيهتز به الجسر حتى يزول كل عضو منه وفي أمالي أبي القاسم ابن بشران من حديث علي أيما وال ولي أمر أمتي بعدي أقيم على الصراط ونشرت الملائكة صحيفته فإن كان عادلاً نجاه الله بعدله وإن كان جائراً انتفض به الصراط انتفاضة تزايل بين مفاصله حتى يكون بين عضوين من أعضائه مسيرة مائة عام ثم يتخرق الصراط فأوّل ما يتقى به أنفه وحر وجهه.
٢٠٦٧ - (سأل العباس) بن عبد المطلب رضي الله عنه (النبي - صلّى الله عليه وسلم - إمارته على مكة والطائف أو اليمن فقال له النبي - صلّى الله عليه وسلم - يا عباس يا عم النبي نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها)