ولدته أمه إلا ميتة فاستوى له عمر فقال ويحك حدثني فقال خرجت في غزاة أمه حامل به فقالت تخرج وتدعني على هذه الحال حاملاً مثقلاً فقلت استودع الله ما في بطنك فغبت ثم قدمت فإذا بابي مغلق فقلت فلانة قالوا ماتت فذهبت إلى قبرها فبكيت عنده فلما كان الليل قعدت مع بني عمي أتحدث وليس يسترنا من البقيع شيء فارتفعت لي نار فقلت لبني عمي ما هذه النار فتفرقوا عني فقمت لأقربهم مني فسألته فقال هذه نار ترى كل ليلة على قبر فلانة فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون أما والله إن كانت لصوّامة قوّامة عفيفة مسلمة انطلق بنا وأخذت الفأس فإذا القبر منفرج وهي جالسة وهذا يدل حولها فنادى منادي ألا أيها المستودع ربه خذ وديعتك أما والله لو استودعت أمه لوجدتها فعاد القبر كما كان هذا حديث غريب موقوف ورواته موثقون إلا عبيد بن إسحاق فضعفه الجمهور ومشاه أبو حاتم الرازي وأخرجه أبو بكر الخرائطي من وجه آخر أخصر منه فقال حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد حدثنا عبيد بن إسحاق بسنده ومعناه قال فأخذت المعول حتى انتهينا إلى القبر فحفرنا فإذا سراج يقد وإذا هذا الغلام يدب الحديث.
١٩٥٩ - (روى أنس بن مالك) رضي الله عنه (إن رجلاً أتى النبي - صلّى الله عليه وسلم - فقال إني أردت سفراً).
هكذا في النسخ وفي بعضها إني نذرت سفراً وهو الموافق لما سيأتي وبخط الحافط العراقي في هامش المغنى لعله أردت أي بدل نذرت (وقد كتبت وصيتي فإلى أي الثلاثة أدفعها إلى ابني أم أخي أم أبي) وفي نسخة إلى أبي أم أخي أم ابني (فقال النبي - صلّى الله عليه وسلم - ما استخلف عبد من خلفة أحسب إلى الله من أربع ركعات يصليهن في بيته إذا شد عليه ثياب سفره يقرأ فيهن بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ثم يقول اللهم إني أتقرب بهن إليك فاخلفني بهن في أهلي ومالي فهن خليفته في أهله وماله وحرز حول داره حتى يرجع إلى أهله).