أخاف على أمتي بعدي خصلتين تكذيباً بالقدر وتصديقاً بالنجوم ومن شواهد الحديثين ما أخرجه الديلمي في الفردوس وابن صصري في أماليه عن عمر بن الخطاب مرفوعاً لا تسألوا عن النجوم ولا تماروا في القدر ولا تفسروا القرآن برأيكم ولا تسبوا أحداً من أصحابي فإن ذلك الإيمان الإيمان المحض هكذا أخرجه السيوطي في الجامع الكبير قلت وأخرجه الخطيب في ذم النجوم من حديث إسماعيل بن عياش عن البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي ذر عن عمر موقوفاً كذا في شرح ابن الملقن على البخاري.
[٩٢ - (قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعلموا من النجوم ما تهتدون به في البر والبحر ثم أمسكوا).]
عزاه الشيخ إلى عمر بن الخطاب ووقفه عليه ولم يتعرض له العراقي في تخريجه وقد روى ذلك مرفوعاً عن ابن عمر أخرجه ابن مردويه في التفسير والخطيب البغدادي في كتاب ذم النجوم ولفظهم تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا قال المناوي قال عبد الحق وليس إسناده مما يحتج به انتهى وقال ابن القطان فيه من لا أعرف انتهى لكن رواه ابن زنجويه من طريق آخر وزاد وتعلموا ما يحل لكم من النساء ويحرم عليكم ثم انتهوا قال المناوي في شرح قوله ثم انتهوا ما نصه فإن النجامة تدعو إلى الكهانة والمنجم كاهن والكاهن ساحر والساحر كافر والكافر في النار كذا علله علي كرم الله وجهه قال ابن رجب فالمأذون في تعلمه علم التسيير لا علم التأثير فإنه باطل محرم قليله وكثيره وفيه ورد الخبر من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من الكفر وأما علم التسيير فتعلم ما يحتاج إليه منه لاهتداء ومعرفة القبلة وما زاد عليه لا حاجة إليه لشغله عما هو أهم منه وربما أدى بتدقيق النظر فيه إلى إساءة الظن بمحاريب المسلمين كما وقع من أهل هذا العلم قديماً وحديثاً وذلك مفض إلى اعتقاد خطأ السلف في صلاتهم وهو باطل اهـ قال الزمخشري كان علماء بني إسرائيل يكتمون علمين من أولادهم النجوم والطب لئلا يكون سبباً لصحبة الملوك فيضمحل دينهم اهـ وفي صحيح البخاري قال قتادة هذه النجوم لثلاث جعلها زينة للسماء ورجوماً للشياطين وعلامات يهتدي بها فمن