للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفارسي نعوده وهو مبطون فأطلنا الجلوس عنده فشق عليه فقال لامرأته ما فعلت بالمسك الذي جئنا به من بلنجر فقالت هوذا قال ألقيه في الماء ثم اضربي بعضه ببعض ثم انضحي حول فراشي فإنه الآن يأتيني قوم ليسوا بإنس ولا جن ففعلت وخرجنا ثم أتيناه فوجدناه قد قبض.

وقال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا عبد الله بن موسى حدثنا شيبان عن فراس عن الشعبي قال حدثتني الجزل عن امرأة سليمان بقيرة قالت لما حضر سلمان الموت دعاني وهو في علية لها أربعة أبواب فقال افتحي هذه الأبواب يا بقيرة فإن لي اليوم زواراً لا أدري من أي هذه الأبواب يدخلون علي ثم دعا بمسك له ثم قال أذيبيه في تور ففعلت ثم قال انضحيه حول فراشي ثم انزلي فامكثي فسوف تطلعين فتريني على فراشي فاطلعت فإذا هو قد أخذ روحه فكأنه نائم على فراشه أو نحواً من هذا.

[٤٠١٣ - عمار بن ياسر رضي الله عنه.]

قال الطبراني: حدثنا الحسن بن علي المعمري حدثنا محمد بن سليمان بن أبي رجاء حدثنا أبو معشر حدثنا جعفر بن عمر الضمري عن أبي سنان الدؤلي قال رأيت عمار بن ياسر دعا بشراب فأتي بقدحٍ من لبن فشرب منه ثم قال صدق الله ورسوله اليوم ألقى الأحبة، محمداً وحزبه إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال إن آخر شيء تزوّده من الدنيا ضيحة لبن.

٤٠١٤ - وقال ابن أبي الدنيا: حدثني أبي حدثنا عبد القدوس بن عبد الواحد حدثني الحكم بن عبد السلام أن جعفر بن أبي طالب حين قتل دعا الناس يا عبد الله بن رواحة وهو في جانب العسكر ومعه ضلع جمل ينتهشه ولم يكن ذاق طعاماً قبل ذلك بثلاث فرمى بالضلع ثم قال وأنت مع الدنيا فتقدم فقاتل فأصيبت أصبعه فجعل يقول:

هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت

يا نفس ألا تقتلي تموتي ... هذا حياض الموت قد صليت

وما تمنيت فقد لقيت ... إن تفعلي فعلهما هديت

<<  <  ج: ص:  >  >>