المشارق إلى علي ووهم فيه فإن البخاري لم يخرجه عنه وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد وأبو داود بلفظ إن من البيان سحراً وإن من الشعر حكماً وأما القصة ففي قدوم وفد تميم وفيهم الزبرقان وعمرو بن الأهتم وأنهما خطبا ببلاغة وفصاحة ثم قال الزبرقان يا رسول الله أنا سيد بني تميم والمطاع فيهم والمجاب لديهم أمنعهم من الظلم وآخذ لهم بحقوقهم وهذا يعلم ذاك فقال عمرو: إنه لشديد العارضة مانع لجانبه مطاع في أدنيه فقال الزبرقان والله لقد علم مني أكثر مما قال ما منعه أن يتكلم إلاَّ الحسد فقال عمر وأنا أحسدك فوالله أنه للئيم الخال حديث المال ضعيف العطن أحمق الولد والله يا رسول الله لقد صدقت فيما قلت أوّلا وما كذبت فيما قتل: آخراً ولكني رجل إن أرضيت قلت: أحسن ما علمت وإن أغضبت قلت: أقبح ما وجدت ولقد صدقت في الأولى والأخرى فقال - صلّى الله عليه وسلم - إن من البيان سحراً قال الميداني هذا المثل في استحسان النطق وإيراد الحجة البالغة.
١٦٣٧ - (وقال - صلّى الله عليه وسلم - في خبر آخر البذاء والبيان شعبتان من النفاق).
البذاء كسحاب الكلام القبيح يكون تارة القوة الشهوية كالرفث والسخف ومن القوّة الغضبية تارة فتى كان معه استعانة بالقوّة المفكرة كان منه السباب ومتى كان من مجرد الغضب كان صوتاً مجرداً لا يفيد نطقاً كما يرى ممن فار غضبه وهاج هائجه قال الراغب والبيان هو التعمق في إظهار الفصاحة في المنطق وتكلف البلاغة في أساليب الكلام
قال العراقي: رواه الترمذي وقال حسن غريب والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين من حديث أبي أمامة.
١٦٣٨ - (وفي حديث آخر) قال - صلّى الله عليه وسلم - (إن الله كره لكم البيان كل البيان).
أي لأنه يجر إلى أن يرى الواحد منا لنفسه فضلاً على من تقدمه في المقال