والدارقطني في الأفراد والديلمي في مسند الفردوس من هذا الوجه ولفظهم من تعلم العلم والباقي سواء وأخرج ابن عساكر أيضاً من رواية نافع بن مالك أبي سهل عم مالك بن أنس قال قلت للزهري أما بلغك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال من طلب شيئاً من هذا العلم الذي يراد به وجه الله ليطلب به شيئاً من عرض الدنيا دخل النار فقال الزهري لا ما بلغني فساقه وفيه قصة.
قال العراقي: وأما حديث أم سلمة فرواه الطبراني من رواية عبد الخالق ابن زيد عن أبيه عن محمد بن عبد الملك بن مروان عن أبيه عنها رفعه من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء فهو في النار وعبد الخالق بن زيد بن واقد منكر الحديث قاله البخاري وعبد الملك بن مروان أورده الذهبي في الميزان وقال أنى له العدالة وقد سفك الدماء وفعل الأفاعيل قلت عبد الخالق المذكور قال الذهبي في الديوان قال النسائي ليس بثقة وقوله أني له العدالة الخ صحيح ولكن قد يقال يحتمل أنه تحمل هذا الحديث في حال استقامته قبل أن تصدر منه الأفاعيل وهكذا أخرجه تمام الرازي في فوائده أيضاً وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أم سلمة من طلب علماً ليباهي به العلماء فهو في النار وأخرجه ابن عساكر أيضاً ولكن عنده من طلب علماً يباهي به الناس والباقي سواء وأخرجه الدارمي في مسنده من رواية مكحول عن ابن عباس رفعه من طلب العلم ليباهي به العلماء أويماري به السفهاء أويريد أن يقبل بوجوه الناس إليه أدخله الله جهنم.
١٥٣ - (قال من كتم علماً نافعاً جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نار).
قال العراقي: أخرجه ابن ماجه من حديث أبي سعيد فلفظه عند السيوطي في الجامع الكبير من كتم علماً مما ينفع الله به الناس في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار وأما حديث أبي هريرة الذي تقدم فلفظه من علم علماً فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه وقال الترمذي حديث حسن وقد تقدم الكلام عليه في أوّل الكتاب وقد أخرجه أيضاً ابن النجار في تاريخه عن عبد الله