مروا بجنازة فأثنوا عليه خيراً فقال - صلّى الله عليه وسلم - وجبت ومروا بأخرى فأثنوا عليه شراً فقال وجبت فقالوا كيف ذلك يا رسول الله فقال من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض قالها ثلاثاً رواه الطيالسي وأحمد والشيخان والنسائي.
٢٨٢٥ - (قوله - صلّى الله عليه وسلم - احثوا) أي ارموا (في وجوه المداحين) بصيغة المبالغة إشارة إلى أن الكلام فيمن صدر منه المدح كثيراً حتى اتخذه صناعة وبضاعة يتآكل بها الناس وجازف في الأوصاف وأكثر الكذب التراب قلت ويدل لذلك ما رواه ابن أبي الدنيا عن عثمان بن أبي شيبة حدثنا الأشجعي عن سفيان الثوري عن الأعمش ومنصور عن إبراهيم عن همام بن الحارث قال قال المقداد بن الأسود أمرنا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إذا رأينا المداحين أن نحثوا في وجوهم التراب وقد رواه أحمد ومسلم وأبو داود من حديث المقداد بلفظ المصنف ورواه الترمذي من حديث أبي هريرة وابن عدي وأبو نعيم في الحلية من حديث ابن عمرو عند بعضهم في أفواه بدل جوه وفي لفظ المادحين بدل المداحين.
٢٨٢٦ - (قال) أبو محمد (سفيان بن عيينة) بن أبي عمران الهلالي الكوفي ثم المكي ثقة حافظ فقيه إمام حجة مات في رجب سنه ١٩٨ وله إحدى وتسعون سنة (لا يضر المدح من عرف نفسه) رواه ابن أبي الدنيا عن محمد بن يحيى الواسطي حدثنا سفيان بن صخر بن جويرية سمعت سفيان بن عيينة يقول ليس يضر المدح من عرف نفسه (وأثني على رجل من الصالحين فقال اللهم إن هؤلاء لا يعرفوني وأنت تعرفني) رواه ابن أبي الدنيا عن محمد بن الحرث المقري حدثنا سيار حدثنا حماد بن زيد عطاء السليمي قال سمعت جعفر بن زيد الضبعي يذكر أن رجلاً مر بمجلس فأثنى عليه خير فلما جاوزهم قال اللهم إن هؤلاء لم يعرفوني وأنت تعرفني (وقال آخر لما أثني عليه اللهم إن عبدك هذا تقرب إليّ بمقتك وأنا أشهدك على مقته) رواه ابن أبي الدنيا عن أحمد بن بجير حدثنا قبيصة