رسول الله أعتق وأحب أن يرى وأتصدق وأحب أن يرى فنزلت فمن كان يرجوا الآية وأخرج ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وابن عساكر من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان جندب بن زهير إذا صلّى أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح له فزاد في ذلك لمقالة الناس فنزل في ذلك فمن كان يرجوا لقاء ربه الآية ثم قال العراقي للبزار من حديث معاذ بسند ضعيف من صام رياء فقد أشرك الحديث وفيه أنه - صلّى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية انتهى.
قلت: ورواه من حديث عبد الرحمن بن غنم الأشعري وهو مختلف في صحبته أنه قال لمعاذ أنا سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول من صام رياء فقد أشرك ومن صلّى رياء فقد أشرك ومن تصدق رياء فقد أشرك قال بلى ولكن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية فمن كان يرجوا لقاء ربه فشق ذلك على القوم واشتد عليهم فقال ألا أخرجها عنكم قالوا بلى يا رسول الله فقال هي مثل الآية التي في الروم وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربوا عند الله فمن عمل رياء لم يكتب له ولا عليه.
٣١٠٨ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - حين سأله رجل يا رسول الله فيم النجاة فقال أن لا يعمل العبد بطاعة الله يريد بها الناس) أغفله العراقي وقرأت في كتاب الفقيه أبي الليث السمرقندي قال أخبرنا بإسناده عن جبلة اليحصبي قال كنا في غزاة مع عبد الملك بن مروان فصحبنا رجل فسهر لا ينام في الليل إلا أقل فمكثنا أياماً لا نعرفه ثم عرفناه بعد ذلك فإذا هو رجل من أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وكان فيما حدثنا أن قائلاً من المسلمين قال يا رسول الله فيم النجاة غدا قال أن لا تخادع الله قال كيف نخادع الله قال أن تعمل بما أمرك الله وتريد به غير وجه الله الحديث وسيأتي تمامه فيما بعد.