قال لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة ومعه راحلته الحديث وأما مسلم فقد أخرجه عن الحارث بن سويد قال دخلت على عبد الله يعوده وهو مريض فحدثنا حديثين حديثاً عن نفسه وحديثاً عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة فساقه ولم يذكر الحديث الثاني.
٣٣١٦ - (في الخبر كل الناس معافى إلاَّ المجاهرين) الذين يجاهرون بالذنب والصول به والتظاهر وهذا من الطغيان (يبيت أحدهم على ذنب قد ستره الله عليه فيصبح فيكشف ستر الله ويتحدث بذنبه) هكذا هو في القوت.
قال العراقي: متفق عليه من حديث أبي هريرة بلفظ كل أمتي وقد تقدم اهـ.
قلت: لفظ المتفق عليه كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عز وجل عنه وفي رواية وإن من الجهار وبخط الحافظ الإجهار روى الطبراني في الأوسط من حديث أبي قتادة كل أمتي معافى إلا المجاهرين الذي يعمل العمل بالليل فيستره ربه ثم يصبح فيقول يا فلان إني فعلت البارحة كذا وكذا فيكشف ستر الله عز وجل.
٣٣١٧ - (في الخبر جالسوا التوّابين فإنهم أرق أفئدة) هكذا في القوت.
قال العراقي: لم أجده مرفوعاً وهو من قول عون بن عبد الله رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التوبة قال جالسوا التوّابين فإن رحمة الله إلى النادم أقرب وقال أيضاً والموعظة إلى قلوبهم أسرع وهم إلى الرقة أقرب وقال أيضاً التائب أسرع دمعة وأرق قلباً انتهى.
قلت: سبق للمصنف قريباً أنه من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه