ترك زينة لله ووضع ثياباً حسنة تواضعاً له وابتغاء وجهه كان حقاً على الله أن يكسوه من عبقري الجنة ولفظ أبي نعيم في الحلية كان حقاً على الله أن يبدله بعبقري الجنة وروى الترمذي والطبراني وأبو نعيم والحاكم والبيهقي من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رفعه من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه دعاه يوم القيامة على رؤس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسه وإسناده حسن.
٣٢٣٥ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير سرف ولا مخيلة إن الله يحب أن يظهر أثر نعمته على عبده).
قال العراقي: هما حديثان وقد جعلهما المصنف حديثاً واحداً أما الأوّل فرواه النسائي وابن ماجة من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده والثاني رواه الترمذي وحسنه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده اهـ.
قلت: لم يجعلهما المصنف حديثاً واحداً من عند نفسه بل هكذا رواه في سياق واحد أحمد والحاكم والبيهقي وتمام في فوائده من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ولفظهم كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير مخيلة ولا سرف فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده وقد روى القطعة الأولى منه النسائي وابن ماجة كما أشار إليه العراقي وروى الترمذي القطعة الثانية كما أشار إليه العراقي أيضاً ورواها سمويه في فوائده من حديث أبي سعيد بزيادة ويبغض البؤس والتباؤس.
٣٢٣٦ - (اعلم أن حديث الأبدال قد روي عن جماعة من الصحابة مرفوعاً وموقوفاً منهم أنس بن مالك وعبادة بن الصامت وعبد الله بن عمر وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعوف بن مالك وأبو هريرة ومعاذ بن جبل أما حديث أنس فله طرق بألفاظ مختلفة منها للخلال في كرامات الأولياء والديلمي في مسند الفردوس بلفظ الأبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً وإذا ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة ومنها للطبراني في الأوسط بلفظ لن تخلو الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن