إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء فهم خلفاء الرسل في أممهم ووارثوهم في علمهم فمجالسهم مجالس خلافة النبوة وهو أحد الوجهين في الإطلاق ومنعه آخرون وأولوا ما في الحديث والقرآن وأما إحياء السنة فقد أخرج الترمذي من رواية علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أنس رفعه من أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة وفي الحديث قصة وروى الدارمي من رواية مروان بن معاوية عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده رفعه قال لبلال بن الحارث اعلم يا بلال من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء وكثير بن عبد الله مختلف فيه والله أعلم.
[٦٨ - (قال معاذ بن جبل).]
ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدى بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشيم بن الخزرج الإنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن المدني الصحابي رضي الله عنه قال ابن الكلبي عن أبيه لم يبق من بني أدى بن سعد أحد وعدادهم في بني سلمة بن سعد وكان آخر من بقي منهم عبد الرحمن بن معاذ بن جبل مات في الشام بالطاعون فانقرضوا قال ابن عبد البر وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عبد الله بن مسعود وهو أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام مات في طاعون عمواس وهو ابن ثلاث وثلاثين (في التعليم والتعلم) أي في فضلهما موقوفاً عليه وهو الأشبه بالصواب كما ذهب إليه أبو طالب المكي وأبو نعيم في الحلية والخطيب وابن القيم وغيرهم (ورأيته أيضاً مرفوعاً) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا رواه أبو نعيم في المعجم ولا يثبت وحسبه أن يصل إلى معاذ ورواه ابن عبد البر في العلم من رواية موسى بن محمد بن عطاء القرشي حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن الحسن بن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره هذا سند المرفوع وأما سند الموقوف فقال أبو طالب المكي في الفصل الحادي والثلاثين من القوت وروينا في فضل العلم بالله تعالى من رواية رجاء بن حيوة عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل