والله لقد أعطاني النبى - صلّى الله عليه وسلم - وأنه لأبغض الناس إليّ فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليّ.
٢٢٨٣ - (وما سئل) - صلّى الله عليه وسلم - (شيئاً فقال لا).
قال العراقي: متفق عليه من حديث جابر اهـ.
قلت: وروى ابن سعد في الطبقات من مرسل محمد بن الحنيفة كان لا يكاد يقول لشيء لا فإذا هو سئل فأراد أن يفعل قال نعم وإذا لم يرد أن يفعل سكت ومن هنا قال الشاعر:
ما قال لا قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاؤه نعم
وقد تقدم شيء من ذلك في أوَّل الباب.
٢٢٨٤ - (وحمل إليه تسعون ألف درهم فوضعها على حصير ثم قام إليها يقسمها فما رد سائلاً حتى فرغ منها) هكذا رواه الترمذي.
وقال العراقي: روى أبو الحسن بن الضحاك في الشمائل من حديث الحسن مرسلاً أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قدم عليه مال من البحرين ثمانون ألفاً لم يقدم عليه مال أكثر منه لم يسأله أحد يومئذ إلا أعطاه ولم ينمع سائلاً ولم يعط ساكناً.
فقال له العباس: الحديث وللبخاري تعليقاً من حديث أنس أتى النبي - صلّى الله عليه وسلم - بمال من البحرين وكان أكثر مال أتى به رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - الحديث وفيه فما كان يرى أحد إلا أعطاه إذ جاءه العباس الحديث ووصله عمر بن محمد البحيري في صحيحه اهـ.
قلت: ولفظ البخاري وقال إبراهيم بن طهمان عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أتى بمال من البحرين فأمر بصبه في المسجد وكان أكثر مال أتى به فخرج إلى المسجد ولم يلتفت فلما قضى الصلاة جاء يجلس إليه فما كان يرى أحدا إلا أعطاه إذ جاءه إنسان فسأله فقال خذ فحثا في ثوبه ثم ذهب يقله