ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن المغيرة بن شعبة عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين وحدثنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن الحكم قال سمعت ابن أبي ليلى يحدث عن سمرة بن جندب عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال من روى عني حديثاً وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين واستنبط من الحديث أنه ليس لراوي حديث أن يقول قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إلا إن علم صحته ويقول في الضعيف رُوي أو بلغنا فإن روى ما علم أو ظن وضعه ولم يبين حاله اندرج في جملة الكذابين لإعانته المفتري على نشر فريته فيشاركه في الإثم كمن أعان ظالماً ولهذا بعض التابعين كان يهاب الرفع ويوقف قائلاً الكذب على الصحابي أهون.
٢٦٨٥ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - من حلف على يمين) أي محلوف يمين (بإثم) وإنما قال على يمين تنزيلاً للحلف منزله المحلوف اتساعاً (ليقتطع بها) أي بسبب اليمين (مال امرئ مسلم) قيداً تفاقي لا احترازي فالذمي كذلك بل حقه أوجب رعاية لا مكان أن يرضي الله المسلم المظلوم يوم الجزاء يرفع درجاته فيعفوا عن ظالمه والكافر لا يصلح لذلك (بغير حق) شرعي بأن يكون كذباً وزوراً (لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان).
قال العراقي: متفق عليه من حديث ابن مسعود اهـ.
قلت: ولفظهما من حلف على يمين صبر يقتطع بهما مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان وهكذا رواه الطيالسي في مسنده وعبد الرزاق في المصنف وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن الجارود وابن حبان من حديث الأشعث بن قيس وابن مسعود معاً وذلك أن ابن مسعود لما ذكر ذلك في مجلسه دخل الأشعث فقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن قالوا كذا وكذا قال صدق فيّ نزلت كان بيني وبين رجل مخاصمة إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - فقال هل لك بَيّنة؟ قلت لا قال فيمينه قلت إذا يحلف فقال عند ذلك فذكره فنزلت إن الذين يشترون بعهد الله وإيمانهم الآية ورواه أحمد والطبراني وأبو نعيم من حديث معقل بن يسار ورواه الطبراني أيضاً من حديث واثلة بن حجر وروى الحاكم وحده من حديث الأشعث بن قيس