دثروني وصبوا في ماء بارداً قال فنزلت يا أيها المدثر وفي رواية فقال زملوني زملوني ولهما من حديث عائشة فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع اهـ.
قلت: لفظ حديث جابر أخرجاه من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن قال سألت جابر بن عبد الله عن أوّل ما نزل من القرآن فقال حدثنا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئاً ونظرت عن شمالي فلم أر شيئاً ونظرت خلفي فلم أر شيئاً فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجثثت منه رعباً فرجعت فقلت دثروني فدثروني فنزلت يا أيها المدثر قم فأنذر إلى قوله والرجز فاهجر وكذلك رواه عبد الرزاق والطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن الأنباري في المصاحف ويروى عن إبراهيم النخعي قال كان - صلّى الله عليه وسلم - متدثراً في قرطق يعني شملة صغيرة الخمل أخرجه سعيد بن منصور وأخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا سموا هذا الرجل اسماً تصدوا الناس عنه فقالوا كاهن قالوا ليس بكاهن قالوا مجنون قالوا ليس بمجنون قالوا ساحر قالوا ليس بساحر قالوا يفرق بين الحبيب وحبيبه فتفرق المشركون على ذلك فبلغ ذلك النبي - صلّى الله عليه وسلم - فتزمل في ثيابه وتدثر فيها فأتاه جبريل فقال يا أيها المزمل يا أيها المدثر.
٢٤٦٦ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - عليكم بدين العجائز).
قال العراقي: قال ابن طاهر في كتاب التذكرة هذا اللفظ تداوله العامة ولم أقف له على أصل يرجع إليه من رواية صحيحة ولا سقيمة حتى رأيت حديث لمحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - إذا كان في آخر الزمان واختلفت الأهواء فعليكم بدين أهل البادية والنساء وابن البيلماني له عن أبيه عن ابن عمر نسخة كان يتهم بوضعها اهـ.
وهذا اللفظ من هذا الوجه رواه ابن حبان في الضعفاء في ترجمة ابن البيلماني والله أعلم اهـ.