قلت: ورواه من هذا الوجه أيضاً الديلمي في مسند الفردوس وأورده الذهبي في الميزان في ترجمة محمد بن الحارث عن ابن البيلماني ثم قال ومن عجائبه هذا الحديث وعبارة ابن حبان في الضعفاء في ترجمته حدث عن أبيه نسخة شبيهة بمائتي حديث كلها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره إلا على وجه التعجب اهـ.
ونظر إلى ظاهر سياقه مشى غالب الحفاظ على أنه موضوع وفيه نظر قال السخاوي وعند رزين في جامعه مما أضافه لعمر بن عبد العزيز ينميه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال تركتم على الواضحة ليلها كنهارها كونوا على دين الأعراب والغلمان والكتاب اهـ.
وقد أشار المصنف إلى معناه فقال (وهو تلقي أصل الإيمان وظاهر الاعتقاد بطريق التقليد والاشتغال بأعمال الخير) قال ابن الأثير في جامع الأصول بعد إيراده ما سبق عن رزين أراد بقوله دين الأعراب والغلمان الوقوف عند قبول ظاهر الشريعة واتباعها من غير تفتيش عن الشبه وتنقير عن أقوال أهل الزيغ والأهواء ومثله قوله عليكم بدين العجائز اهـ.
وهذا السياق يدل على أن الحديث له أصل اهـ.
قلت: ومنهم من يزيد بعد قوله العجائز الماء والمحراب ولم أجد له أصلاً وكأنه تفسير لمعناه (فإن الخطر في العدول عن ذلك كثير) فمن لم يسمع اختلاف المذاهب وتضليل أهلها بعضهم بعضاً كان أمره أهون فمن سمع منها وهو جاثم لا يشخص به طلب التمييز بين الحق والباطل ولهذا كان الرازي فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر مع تبحره في الأصول يقول من التزم دين العجائز فهو الفائز وقال ابن السمعاني في الذيل عن الهمداني سمعت أبا المعالي يعني إمام الحرمين يقول قرأت خمسين ألفاً في خمسين ألفاً ثم خليت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة وركبت البحر الخضم وغصت في الذي نهى أهل الإسلام عنه وكل ذلك في طلب الحق وهرباً من التقليد والآن فقد رجعت من العمل إلى كلمة الحق عليكم بدين العجائز فإن لم يدركني الحق بلطفه وأموت على دين العجائز ويختم عاقبة