حماد وهدير ويوسف بن عيسى كلهم عن الفضل بن موسى السيناني عن ابن جريج عن عطاء فقال عن عبد الله بن السائب المخزومي بدل ابن عباس وذكر المتن مرفوعاً ولم يسلسلوه وقال ابن خزيمة عقب تخريجه له من حديث نعيم إنه غريب لا نعلم أحداً رواه غير الفضل وكان هذا الحديث عند ابن عمار عنه فلم يحدثنا به بنيسابور حدثه به أهل بغداد على ما أخبرني به بعض العراقيين وقال الحاكم عقب تخريجه من حديث يوسف إنه صحيح على شرطهما
قلت: لكن قال ابن معين إن ذكر ابن السائب فيه خطأ غلط فيه الفضل وإنما هو عن عطاء يعني مرسلاً وساقه البيهقي كذلك من حديث قبيصة عن سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء قال صلّى النبي - صلّى الله عليه وسلم - بالناس العيد ثم قال من شاء أن يذهب فليذهب ومن شاء أن يقعد فليقعد وللحديث طرق أخرى مسلسلة من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أشد دهاء من الطريق الأولى وقد شهد ابن عباس مع النبي - صلّى الله عليه وسلم - العيد ففي صحيح البخاري من طريق عبد الرحمن بن عابس قال سمعت ابن عباس يقول خرجت مع النبي - صلّى الله عليه وسلم - يوم فطر أو أضحى ثم خطب ثم أتى النساء فذكر حديثاً وقوله يوم فطر أو أضحى هو شك من الراوي وقد جاء عن ابن عباس الجزم بأنه يوم عيد الفطر وبالله التوفيق هذا كله كلام الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى وبه نختم الباب.
٥٧٨ - (وخرج رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فيها ليلتين أو ثلاثاً للجماعة ثم لم يخرج وقال أخاف أن توجب عليكم)
قال العراقي: متفق عليه من حديث عائشة بلفظ خشيت أن تفرض عليكم اهـ
قلت: لفظ المتفق عليه من حديث عائشة أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - خرج ليلة في جوف الليل فصلّى في المسجد وصلّى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلّوا معه فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فصلّوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة