زيد بن الأرقم المتقدم بذكره استشهد يوم أحد روى أبو محمد المخلدي بسنده المتقدم في ترجمة أخيه زيد إلى عبد الله بن بريدة الأسلمي أن عبد الله بن زياد كان يشك في الحوض وكان فيه حرورية وأنه قال أرأيتم الحوض الذي يذكر ما أراه شيئاً فقال له ناس من صحابته فإن هاهنا رهطاً من أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فأرسل إليهم فسألهم وساق القصة وفيها فأرسل إلى زيد بن أرقم فسأله عن الحوض فحدثه حديثاً مونقاً أعجبه قال أنت سمعت هذا من رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال لا ولكن حدثنيه أخي قال لا حاجة لنا في حديث أخيك ورواه أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب السنة مثله قال الحافظ بن ناصر الدين الدمشقي أوس بن أرقم ذكره ابن منده في المعرفة وأنه أخو زيد بن الأرقم لكنه قال عن أوس لا يعرف له حديث فيرد عليه ما رويناه من رواية أخيه زيد عنه وما ورد من الحديث أن زيداً لم يسمع حديث الحوض من النبي - صلّى الله عليه وسلم - يحتمل أنه ذلك الحديث الذي حدث به يومئذٍ بعينه وإلا فقد حدث زيد في الحوض بأحاديث تقدم ذكر بعضها من طرق كل فيها التصريح بأن زيداً سمع حديث الحوض من النبي - صلّى الله عليه وسلم -.
٤١٥٦ - وأما حديث زيد بن أبي أوفى رضي الله عنه وهو أخو عبد الله بن أبي أوفى فيما جزم به ابن حبان فرواه ابن أبي حاتم والبخاري في التاريخ الصغير والطبراني وأبو نعيم في الحلية وأبو موسى المديني في طوالات الأخبار والحسن بن سفيان وابن شاهين والبغوي وابن أبي خيثمة كلهم من طريق عبد الله بن شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى قال دخلت على رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - مسجد المدينة فجعل يقول أين فلان بن فلان فساقوا الحديث بطوله في مؤاخاة النبى - صلّى الله عليه وسلم - بين أصحابه وفيه ثم نظر في وجوه أصحابه فقال أبشروا وقروا عيناً فأنتم أوّل من يرد عليّ الحوض وأنتم في أعلى الغرف الحديث قال أبو موسى المديني هذا حديث غريب وزيد بن أبي أوفى عدّوه في أهل البصرة لا يعرف بغير هذا الحديث.