الإبتداء على البادئ ويستمر هذا الحكم (حتى يعتدي المظلوم) أي يتعدى الحد في السب فلا يكون الإثم على البادئ فقط بل عليهما وقيل المراد أنه يحصل إثم ما قالا وللبادئ أكثر من المظلوم حتى يعتدى فيربوا إثم المظلوم وقيل معناه أنه إذا سبه فرد عليه كان كفافاً فإن زاد بالغضب والتعصب لنفسه كان ظالماً وكان كل منهما فاسقاً.
قال العراقي: رواه مسلم من حديث أبي هريرة وقال ما لم يعتد المظلوم اهـ.
قلت: وكذا الترمذي روياه من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ورواه أيضاً أحمد وأبو داود بلفظ المصنف وفي الباب عن أنس وابن مسعود وعبد الله بن الفضل وغيرهم.
٢٥٩٦ - (وقال - صلّى الله عليه وسلم - سباب) بكسر السين وتخفيف الموحدة (المسلم) أي سبه وشتمه يعني التكلم في عرضه بما يعيبه وهو مضاف إلى مفعول (فسوق) أي خروج عن طاعة الله ورسوله ولفظه يقتضي كونه من اثنين لأنه مصدر سابه مسابة وفسر الراغب السباب بالشتم الوجيع قال النووي فيحرم سب المسلم بغير سبب شرعي قال ومن الألفاظ المذمومة المستعملة عادة قوله لمن يخاصمه يا حمار يا كلب ونحو ذلك فهذا قبيح لأنه كذب وإيذاء بخلاف قوله يا ظالم ونحوه فإن ذلك مما يتسامح به لضرورة الخاصمة مع أنه صدق غالباً ففي من إنسان إلا وهو ظالم لنفسه ولغيرها وفيه تعظيم حق المسلم والحكم علي من سبه بالفسق وإن الإيمان ينقص ويزيد لأن الساب إذا فسق نقص إيمانه وخرج عن الطاعة فضره ذنبه وفيه رد على المرجئة في قولهم إنه لا يضر مع التوحيد ذنب (وقتاله) أي بمحاربته لأجل الإسلام (كفر) حقيقة أو ذكره للتهديد وتعظيم الوعيد أو المراد الكفر اللغوي وهو الجحد لحقه أو هضم أخوّة الإيمان.
سباب المسلم فسوق وقتاله كفر رواه أحمد الشيخان في الإيمان والترمذي في البر والنسائي في المحاربة وابن ماجه من حديث ابن مسعود ورواه ابن ماجه أيضاً وأبو نعيم في الحلية والخرائطي في مساوي الأخلاق من حديث أبي هريرة