رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلا المجلسين على خير أحدهما أفضل من الآخر أما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه إن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم وأما هؤلاء فيتعلمون ويعلمون الجاهل وإنما بعثت معلماً وهؤلاء أفضل فأتاهم حتى جلس إليهم وأما رواية عبد الله بن وهب فرواها ابن السني في رياضة المتعلمين وابن عبد البر في العلم بنحو لفظ الطبراني وأما رواية ابن المبارك فرواها أبو نعيم في رياضة المتعلمين نحوه وعبد الرحمن بن رافع هذا قال البخاري في حديثه مناكير وذكره ابن حبان في الثقات إلا أنه قال لا يحتج بخبره إذا كان من رواية ابن أنعم عنه اهـ وقال صاحب القوت بعدما أورد الحديث ويحكى عن بعض السلف قال دخلت المسجد ذات يوم فإذا بحلقتين أحداهما يقصون ويدعون والأخرى يتكلمون في العلم وفقه الأعمال قال.
قلت: إلى حلقة الدعاء فجلست إليهم فحملتني عيناي فنمت فهتف بي هاتف جلست إلى هؤلاء وتركت مجلس العلم أما لو جلست إليهم لوجدت جبريل عليه السلام عندهم.
٦٣ - (قال - صلى الله عليه وسلم - مثل ما بعثني الله به من العلم والهدى كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكانت منها بقعة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها بقعة أمسكت الماء فنفع الله بها الناس شربوا منها وسقوا وزرعوا وكانت منها طائفة لا تمسك ماء ولا تنبت كلا).
هكذا في النسخ وفي نسخة بعد قوله فأنبتت الكلا والعشب وتصيب أرضاً أخرى إنما هي أجاذب أمسكت الماء ولم تنبت الكلا فحمل الناس عنها الماء إلى غيرها فزرعوا عليها وسقوا وأسقوا وكانت منها بقعة لا تمسك ماء ولا تنبت كلا ونسخة العراقي بعد قوله والعشب الكثير وكانت منها أجاذب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وكانت منها طائفة لا تمسك ماء ولا تنبت كلا (فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)